
تشكل حقوق النقل التلفزيوني في كرة القدم المصدر المالي الأول والايراد الأكبر لمن يمتلكها، خصوصاً بعد الاحتكار الذي غزا العالم في أواخر القرن الماضي واستيلاء بعض الشركات والقنوات التلفزيونية على حقوق النقل التلفزيوني للمسابقات الرياضية وتحديداً كرة القدم مما أوجد بيئة استثمارية وتسويقة مختلفة بقوانينها وتشريعاتها ومختصيها الذين يجيدون الغوص في دهاليز هذا العالم الفضائي.
وعلى الرغم من أن هناك كثيرا من القضايا التي رفعت ضد التشفير والاحتكار في كثير من البلدان إلا أن هذا الشيء لم يمنع من استمرار الاحتكار والتشفير وارتفاع اسعار حقوق النقل التلفزيوني لأغلب المسابقات العالمية لأرقام مليارية فلكية!!
فالدوري الإنجليزي بيعت حقوقه المحلية والدولية بأكثر من عشرة مليارات يورو، فيما ارتفع سعر حقوق نقل الدوري الالماني محلياً بنسبة 85٪ من 2.51 مليار يورو إلى 4.64 مليارات يورو ناهيك عن الحقوق الدولية التي ربما تتجاوز المليار يورو، ويتوقع أن يتضاعف سعر حقوق نقل الدوري الاسباني طرحه للمناقصة خريف العام الحالي متجاوزاً سعره الحالي 2.65 مليار يورو.
والشيء ذاته ينطبق على اغلب البطولات الدولية الكبرى التي وصلت اسعارها إلى أرقام فلكية مثل دوري أبطال أوروبا والبطولات القارية والأولمبياد وكأس العالم.
وكان لا بد لهذه الثورة التسويقية في حقوق النقل التلفزيوني والتشفير أن تشمل دول الشرق الأوسط مع قنوات “ART” التي احتكرت اغلب الحقوق للبطولات العالمية، لكن مالكها صالح كامل ارتكب غلطة العمر تجاه بلاده عندما باعها إلى مجموعة الجزيرة الإعلامية بمبلغ 2.750 مليار دولار نهاية عام 2009، ومن ذلك الحين وقنوات الجزيرة الرياضية تستحوذ على النسبة العظمى من حقوق البطولات العالمية، ولأن لديها اجندتها السياسية التي ربما تؤثر بشكل او بآخر على الحقوق التي تملكها قنواتها الرياضية، غيرت عام 2014 مسمى قنواتها إلى “bein sports”.
وعلى الرغم من احترافيتها في النقل وفي بعض برامجها إلا أنها سقطت في منزلق استخدام الرياضة لاغراض سياسية كما حدث مع حارس اسباينا كاسياس ولاعب الوسط تشافي الذين تم اقحامهما في امور سياسية تخص الأزمة الحالية بشكل سافر لا يمت للرياضة بأي صلة!!
ولم يكتف مسيرو قنوات “bein sports” بذلك بل ضللوا المشاهد العربي بأخبار غير صحيحة عندما روجوا بأنهم مددوا جميع عقود الدوريات الأوروبية حتى عام 2021 وهذا غير صحيح، وبطولة دوري الابطال والدوري الاسباني بقي من عقديهما الموسم المقبل، وستطرح حقوق النقل في خريف العام الحالي فيما ستطرح مناقصة الدوريين الإنجليزي والايطالي في الصيف المقبل، وفي الجدول تفاصيل اكبر عن حقوق نقل أهم الدوريات الأوروبية لمنطقة الشرق الاوسط.