الإخفاق المتكرر هو أسطوانة موسمية نسمعها ونعيش تفاصيلها في رياضتنا السعودية، لدرجة أن الأغلبية أصبحوا متذمرين من واقعنا الرياضي، وللأمانة إن لدينا خللاً رياضياً واضحاً والحلول أوضح، وفي مقال الأسبوع الماضي تحدثت عن أهمية التخصيص وضرورة سرعة تطبيقه، لأنه من وجهة نظري الحل الشامل لأغلب مشاكلنا الرياضية، وإلى ذلك الحين دعونا نشخص الواقع ونبحث عن حلول وقتية ومستقبلية بعيداً عن موضوع التخصيص كحل شامل ومضمون.
عند مراجعتي لأغلب المشاكل والإخفاقات وجدت أن خلف كل مشكلة وإخفاق خطأ إداري جسيم، أدى إلى نتائج عكسية ومتوقعة.
على صعيد ديون الأندية كان خلفها كوارث إدارية من الأندية ومن الهيئة، وإخفاق المنتخب في روسيا كان خلفه خطأ إداري جسيم، كذلك إخفاقنا في الانتخابات الآسيوية كان خلفها خطأ إداري جسيم، وتأخر انطلاقة الدوري كان خلفه خطأ إداري جسيم، أيضاً إخفاقنا في آسيا كان خلفه خطأ إداري، بالنسبة لسوء أرضية الملاعب كان بسبب خطأ إداري جسيم، ومعاناة الأندية مالياً هذه الأيام والشكوى التي تتزايد خلفها خطأ إداري جسيم، الفراغ الإداري في اتحاد القدم سببه كارثة إدارية جسيمة، البداية المتعثرة للنصر والاتحاد كان بسبب خطأ إداري، أخيراً المعاناة الفنية التي يعيشها الهلال في المنعطف الأخير من الموسم الرياضي الحالي كانت بسبب كارثة إدارية واضحة. نكتفي بهذا القدر من السرد الذي أوضح بأن أغلب مشاكلنا الرياضية إن لم يكن جميعها كانت ومازالت بسبب أخطاء إدارية واضحة وفاضحة لكل عمل عشوائي، ولنذهب إلى السؤال الأهم، ما الحل وكيف نعالج الوضع؟ وقبل الحديث عن الحلول ينبغي أن نؤمن بأن معرفة المشكلة وتشخيصها هي نصف الحل والنصف الآخر يكمن في التنفيذ.
إذاً الحل أصبح واضحاً حيث يكمن في وجوب تحديد أهدافنا الرياضية بما يتوافق مع رؤية 2030، وأن نكون واقعيين في تحديد كل هدف، الخطوة الثانية إعادة هيكلة كثير من القطاعات الرياضية، وأعني بالهيكلة «الهيكلة البشرية»، وليست الهيكلة التنظيمية التي أرها ضرورية جداً لكن ليست الآن. والهيكلة البشرية ينبغي أن ترتكز على التجديد وإبعاد كل شخص أثبت فشله، مع استقطاب الكفاءات الشابة التي يعج بهم الوطن. بعد ذلك يتم تكليف كل مسؤول جديد بتقديم خططه الاستراتيجية التي ستمكنه مع فريق عمله من تحقق الأهداف الموضوعة، ولا بد من إقرار برنامج أو مركز لمتابعة الأداء خطوة بخطوة للتأكد من جودة التنفيذ وكفاءة الأشخاص الجدد. عندها أراهن أننا سنشاهد شكلاً احترافياً جديداً للرياضة السعودية، ولعل أكبر حافز وداعم لنجاح المنظومة الرياضية التي نتطلع إليها، هو وجود الشخصية الهادئة والرزينة المتمثلة في الأمير عبدالعزيز بن تركي الرئيس العام لهيئة الرياضة.