في كل جولة أو جولتين من الدوري السعودي تخرج لنا لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم بعدد من القرارات الانضباطية، بعض تلك القرارات تشتمل على عقوبات «غرامات» مالية تفرض على المخالفين سواءً كانوا لاعبين أو مدربين أو أداريين أو حتى أندية وجماهير.
وهذا أمر جميل يثبت أن هناك نظاماً موجوداً ولوائح تطبق وعقوبات تفرض، لكن حجم العقوبات المالية من جهة والفضول من جهة أخرى جعلتني أفكر في مصير هذه الأموال، كيف تجمع وأين تنفق؟
هل مبالغ العقوبات تخصم من مستحقات الأندية لدى اتحاد الكرة، كالنقل التلفزيوني والرعايات التي تجلبها الرابطة؟ أم أن المبالغ تستحصل مباشرة من المخالف؟ لأنها إن كانت تستحصل بشكل مباشر فسيكون لها أثر إيجابي على تقويم السلوك وردع المخالف، أما إن كانت تستقطع من مستحقات الأندية المعلقة لدى الاتحاد فلن يكون لها أثر في التقويم والردع، لأن تأخيرها عن وقت دفعها يفقدها أهميتها وقيمتها، وبالتالي أي استقطاع منها لن يؤثّر بشكل كبير.
على الجانب الآخر يقودني الفضول إلى التساؤل التالي؛ كم حجم هذه المبالغ أين تنفق؟ هل تدخل صندوق الاتحاد كإيراد عام ينفق بشكل عام أم أنها تنفق على أمور تطويرية، على سبيل المثال مخالفة التصاريح ضد الحكام، تنفق على تطوير الحكام، ومخالفة دخول الملاعب تنفق على تطوير الملاعب، وهكذا..
هي تساؤلات منطقية هدفها أن يكون للعقوبات قيمة وأثر تطويري يردع المخالف ويحفز المنضبط، كما أنها تساؤلات تقود للشفافية والتطوير.