قرأت موخراً بعض الاخبار التي تفيد بأن الرئيس العام لرعاية الشباب أمر بتشكيل لجان عدة إحداها تعنى بدراسة جدوى زيادة عدد الأندية في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع إحدى الشركات الانجليزية.

الاتحاد السعودي من طرفه اعلن قبل فترة عن استراتيجية الاتحاد لعشرة اعوام مقبلة، وحسب الخبر فإن الاستراتيجية بنيت على دراسة عملها فريق مشكل من اعضاء الاتحاد الحالي.

الخبران جميلان في ظاهرهما ولكنهما محبطان في مضمونهما لأن مثل هذه الأخبار تتردد على مسامعنا منذ العام ٢٠٠٢ من دون أن نشاهد نتائج بارزة او حتى خطة عمل واضحة على ارض الواقع، فالدراسات التي عملت ليست بالقليلة ولكنها تنتهي وتندثر بمجرد صرف النظر عن الفكرة التي عملت الدراسة من أجلها أو بمجرد ذهاب المسؤول الذي طلب المعلومة وقدوم مسؤول جديد في رأسه موال آخر.

اذاً ما يحدث في منظومتنا الرياضية ليس عملا بحثيا منظما ودائما ولا دراسات دورية تناقش جميع المواضيع والمسائل التي تهم الرياضة السعودية بجميع أنشطتها ومنظماتها. بل هي اجتهادات بحثية عن معلومة معينة تطلب عند الحاجة اليها حتى تساهم في اتخاذ قرار عاجل لمسؤول معين.

مهم جداً أن يؤمن القائمون على الرياضة السعودية بأن الدراسات والبحوث أساس كل عمل ناجح، لانها تقدم لهم المعلومة المطلوبة التي تبنى عليها الاستراتيجيات وخطط العمل وتزودهم بتفاصيل دقيقة عن نقاط القوة والضعف كما أنها توضح الفرص والمخاطر بشكل مميز.

لذا نقترح أن ينشأ مركز متخصص للبحوث والدراسات تحت مظلة الرئاسة العام لرعاية الشباب ويكون هذا المركز مغذيا رئيسيا لأصحاب القرار في الرئاسة وفي اللجنة الأولمبية وجميع اتحاداتها بالمعلومات التي تكون نتيجة بحث وتحليل وتقصّ، ويجب أن تكون الدراسات والبحوث متواجدة بشكل مستمر ودوري لتتوافق مع التطور والتغيير الدائم في المنظومة الرياضية بانشطتها كافة.

ويفضل أن يكون هناك تنسيق بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التعليم لاستقطاب بعض الخريجين المبتعثين المتخصصين في مجال البحث والاحصاء والتحليل، وتكلفتهم على الرئاسة ستكون اقل وفائدتهم ستكون أكبر مع حماس وشغف متوقع من المبتعثين للعمل في المجال الرياضي.

وإذا كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا تملك القدرة المالية على استقطاب شباب جدد للانضمام للعمل في المجال الرياضي كباحثين فإن هناك مقترحا آخر ربما يفي بالغرض وهو التعاقد مع شركة متخصصة في مجال البحوث والدراسات (أو إحدى الجامعات السعودية) لإنشاء مركز متخصص يكون جزءا من منظومة الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتكون هذه الشركة أو الجامعة مسؤولة عن هذا الملف لعمل دراسات وبحوث دورية تقدم نتائجها للمسؤولين على شكل تقارير حتى تساعدهم على وضع الاستراتيجيات وخطط العمل المستقبلية بشكل علمي ومدروس مع ارشفة نسخة من هذه الدراسات لحفظها.

الخلاصة أن الدراسات والبحوث الدورية أساس كل عمل احترافي وإذا كنا نريد أن نتطور يجب أن نؤمن بأهمية الدراسات والبحوث وأن نعمل على وجودها في رياضتنا بشكل دائم.