الملاعب العالمية لا تخلو من شطحات بعض النجوم وعدم انضباطيتهم تحديداً خارج الملعب، ما ساهم في نهاية باكرة لهؤلاء النجوم، ولعل ابرز الامثلة جاكسوين، ورونالدينهو وادريانو البرازيليان، في الجانب الاخر هناك نجوم وضعوا لانفسهم اهدافا ورسموا خططهم الخاصة لتنفيذ هذه الاهداف متسلحين بالجد والاجتهاد وقبل كل شيء الانضباط داخل وخارج الملعب، وفي مقدمتهم الاسطورة ميسي الذي نال النجوميه والافضلية منذ ظهوره الأول في الملاعب واستمر يحافظ على المكتسبات التي حصل عليها، ولم يكتف بذلك بل عمل على تطوير نفسه وكأنه لاعب جديد يريد ان يثبت اقدامه في الملاعب.
هناك أيضاً لاعب آخر يعتبر قدوه لمن يريد ان يبني له اسما تسويقيا رنانا يكون مطمعا ومطلبا للشركات العالمية، ذلك القدوة هو النجم الانجليزي ديفيد بيكهام الذي يتضح بأنه خطط جيداً لمستقبله والدليل انه اعتزل اللعب ولايزال يجني الاموال نظير ما بناه طوال فترة وجوده في الملاعب إذ اصبح اسمه علامه تجارية مطلوبة في كل مكان وزمان، ليبلغ دخله من الاعلانات في عام ٢٠١٤ اكثر من ٧٥ مليون دولار على الرغم من اعتزاله اللعب كما اسلفت.
ملاعبنا السعودية ليست بمنأى عن ما يحدث في الملاعب العالمية، ففي السعودية توجد نماذج مشرفة ابدعت في الملاعب ولازالت تبدع بعد الاعتزال في مجالات اخرى، على النقيض وتحديداً في الفترة الاخيرة كثرت ظاهرة عدم انضباطية بعض اللاعبين الشباب الذين وجدوا انفسهم فجأه مشاهير ونجوم شباك ويمتلكون ملايين الريالات من دون ان يكون لديهم الوعي الكافي للتعامل مع مثل هذه الطفرة.
وبدلاً من ان تنعكس هذه النعمة عليهم ايجاباً من خلال تطوير انفسهم وبناء مستقبلهم، فإذا بهم يضيعون اوقاتهم في السهر واموالهم في المسكرات والمخدرات وغيرها ما جعل كثيرين منهم يخبوا نجمه سريعاً من دون ان يترك بصمة او يخلد اسمه في اذهان الجماهير.
ولعلاج هذه الحالة التي تكررت في ملاعبنا وامتد تأثيرها السلبي ليشمل منتخباتنا الوطنية وفرقنا الرياضية، ونقترح التوعية الباكرة للاعبين في الفئات السنية عن طريق محاظرات وندوات يقدمها خبراء ومختصون اجتماعيون.
اضافة الى تعاون وكلاء اللاعبين في التوعية والتوجيه المستمر، ومبادرة من لجنة الاحتراف بتطبيق نظام يحد من انتشار هذه الظاهرة كفرض عقوبات على اللاعب اللذي يثبت عدم انضباطيته مع اعطاء النادي الحق في تخفيض عقده السنوي بحيث لا يتجاوز التخفيض ٤٠ بالمائة ويتم وضع قيود على انتقاله لاي ناد آخر حتى يعرف أن الانضباط هو طريقه الوحيد للاستمرار والنجاح.
الخلاصة أن التوعية والتوجيه والمراقبة وفرض الانظمة الصارمة ستحد وبقوة من هذه الظاهرة فهل نحن فاعلون.