في فبراير 2016 كتبت مقال بعنوان “بين التخطيط والفوضى نكون أو لا نكون” وتحدثت في المقال عن كرة القدم السعودية وما يصاحبها من إخفاقات للمنتخبات وتحديداً الفئات السنية التي تتأثر بعدم وجود عمل تراكمي يسير وفق خطة إستراتيجية واضحة وثابته إذ إن كل مسؤول يأتي يكون له خطة عمل وقتيه يدير بها المنتخبات، واقترحت في نهاية المقال انشاء لجنة فنية تكون مهمتها الرئيسية وضع الخطط الإستراتيجية للكرة السعودية ومسابقاتها وللمنتخبات الوطنية، وأن تضع هذه اللجنه آلية للتنفيذ عن طريق رئيس اتحاد الكرة ومجلس ادارته.
وبعد عام ونصف العام من ذاك المقال شهدت المنظومة الرياضية السعودية وتحديداً كرة القدم السعودية حراكاً متسارعاً وتغييرات جوهرية أحدثها الرئيس العام لهيئة الرياضة تركي آل الشيخ، الذي أصدر عدداً من القرارات التطويرية إحداها إنشاء لجنة فنية مهمتها اكتشاف المواهب الرياضية من المقيمين في المملكة، وهذا قرار جيد ومميز.
ولكن القرار سيكون أجمل إن عمل له بعض التعديل على مهام اعضاء هذه اللجنة، بحيث يكون عملهم استراتيجياً بحتاً مع ترك التنفيذ لاتحاد الكرة وللأندية، وينبغي ألا يقتصر عملها على اكتشاف المواهب وبعض التفاصيل الصغيرة، بل يكون عملها وضع الخطط والإستراتيجيات للكرة السعودية بشكل عام وللمنتخبات بشكل خاص وتحديداً المنتخبات السنية التي مازالت تبحث عن نفسها منذ فترة طويلة جداً ولعل آخرها عدم تمكن منتخب الناشئين من التأهل لكأس آسيا 2018.
أكرر بأن الدور الأبرز لهذه اللجنة ينبغي أن يكون رسم الخطط الإستراتيجية بعيدة المدى، لتكون خارطة طريق لتطوير كرة القدم السعودية من حيث المسابقات والمواهب والمنتخبات السعودية التي تحتاج لبرامج دقيقة ومتنوعة، والأهم في الموضوع كله أن ترتبط هذه اللجنة برئيس هيئة الرياضة أو اللجنة الأولمبية مباشرةً لضمان استمرارية عملها وعدم إلغائه بأي حال من الأحوال، لنضمن عملاً احترافياً منظماً وجهداً تراكمياً مميزاً.