من وقت لآخر تردني عبر حساباتي في وسائل التواصل الاجتماعي استفسارات من شباب مهتمين بالحصول على دورات متنوعة في مجال التسويق الرياضي ولكنهم يجهلون الوجهة الصحيحة، وعندما أسألهم هل بحثوا عن هذه الدورات في الجامعات وكليات التربية؟ تكون الإجابات في الغالب ان الجامعات السعودية لا تقدم البرامج والدورات الديناميكية المنشودة في هذا المجال!!
من الفقرة السابقة يتضح جلياً حاجة السوق الرياضي في المملكة إلى انعاش للمجتمع الرياضي بكثير من الدورات والدبلومات القصيرة والطويلة في عدد من التخصصات الحديثه لعل من اهمها التسويق الرياضي. والجهة التي على عاتقها توفير هذه البرامج والدورات هي هيئة الرياضة ممثلة في معهد اعداد القادة الذراع التعليمية والتدريبية للهيئة طوال العقود الماضية، وللأمانة أن المعهد لم يقصر في هذا الجانب إذ قدم ومازال يقدم كثيرا من الدورات والمحاضرات وورش العمل في عدد متنوع من المجالات الرياضية وغير الرياضية، ولعلني من الاشخاص الذين استفادوا من المعهد عبر حضور احدى ورش العمل في وقت سابق.
ما أود قوله ان المعهد لم يقصّر في تأدية الرسالة التي أنيطت به طوال العقود الماضية، بل انه مازال يقدم الكثير من البرامج المفيدة لشريحة معينة من المجتمع، ولكن المرحلة الحالية ورؤية المملكة 2030 تتطلب تطوير المعهد عبر تحويله الى كلية رياضية متخصصة في العلوم الادارية الرياضية، وتطوير ادواته ليستطيع ان يقدم برامج حيوية ومتطورة تحاكي التغيير المستمر في الرياضة المحلية والعالمية، لتكون هذه الكليّة الخيار الاول والوجهة الابرز لكثير من المنظمات والافراد الراغبين في التعليم والتطوير المستمر في المجال الرياضي.
ختاماً سوقنا الرياضي بحاجة لتهيئة كثير من الشباب في مجالات رياضية متنوعة في الادارة والتسويق والقانون والاعلام وهذا لن يتحقق الا بتصميم برامج ودورات تطويرية خاصة تستقطب الشباب وتهيئهم لسوق العمل الرياضي الذي سيحتاج ويستوعب كثيرا من الشباب في القريب العاجل.