في التقريرين الأخيرين تحدثنا عن كرة القدم كصناعة وذكرنا العوامل الأربعة الرئيسية التي من خلالها تقاس هذه الصناعة.
واليوم سنتحدث عن التسويق الرياضي كمحرك أساسي لها، وسنركز على أبرز عناصره التي عن طريقها تتدفق الإيرادات المالية للأندية، وقد وزعت هذه العناصر على ثلاثة أصناف رئيسية كمصادر دخل متعارف عليها في التسويق الرياضي تتمثل بالمباراة والنقل التلفزيوني والانشطة التجارية ومن خلال مصادر الدخل الرئيسية التي أشرنا اليها في الفقرة السابقة، سنقارن بين خمس دوريات أوروبية من حيث الإيرادات، وبين إيرادات أعلى عشرة أندية اوروبية بالارقام لأنها هي خير من يتحدث عن التسويق الرياضي وعناصره.
لو استعرضنا الأرقام من زاوية تحليلية، لوجدنا أن النقل التلفزيوني يسيطر على النسبة العظمى من المداخيل وهذا عائد لأن حقوق النقل في الغالب مركزية لدى الروابط التي تدير هذه الدوريات وتركيزها بشكل أكبر على زيادة عائدات النقل التلفزيوني، في الوقت الذي تكون في نسبة مداخيل النقل التلفزيوني لأربع دوريات قريبة من 50% أو أعلى من ذلك، نجد أن نسبة الدوري الالماني هي الاقل لقرب انتهاء عقد النقل التلفزيوني الحالي ومتوقع أن تقفز النسبة عالياً بعد توقيع العقد الجديد الموسم المقبل.
وفيما يتعلق بإيرادات الاندية فلو استعرضنا الأرقام، سنلاحظ أن النسبة العظمى من الايرادات تأتي من الانشطة التجارية وهذا عائد لأن الأندية غالباً تركز على الجوانب التسويقية من خلال إدارات متخصصة في هذه الأندية تعمل طوال اليوم على تعظيم المداخيل عن طريق ممارسة الانشطة التجارية بكل احترافية.
خلاصة القول إن الرياضة أصبحت فعلاً صناعة ولكن الصناعة تعتبر كالسيارة التي لن تسير من دون محرك، والمحرك الأساسي والأهم لهذه الصناعة هو التسويق الذي عن طريقه نوجد الفرص وترتفع الايرادات ولعل الأرقام التي نستعرضها في هذا التقرير والتقارير السابقة خير دليل على أهمية التسويق في تحقيق زيادة المداخيل والأهداف.