مرت الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص طوال العقود الثلاثة الماضية بأربع مراحل رئيسية، مرحلة الطفرة والازدهار – مرحلة الاستقرار والهيمنة – مرحلة الركود والانحسار -مرحلة التراجع والانحدار ونعيش الآن في المرحلة الخامسة وهي مرحلة الاقتناع بالواقع المر وتلمس الطريق الصحيح للعودة.
على الصعيد الشخصي مقتنع قناعة تامة بأن كلمة السر في جميع المراحل الاربع السابقة هي الادارة، ففي المرحلتين الاولى والثانية نجحنا إدارياً بفضل الله ثم بفضل وجود القائد الاداري الامير فيصل بن فهد رحمه الله حيث شكل بمفرده منظومة ادارية خاصة تخطط وتنفذ وتتابع وتحفز وتعاقب، وقد يكون القدر لم يمهله ليحوّل هذه المنظومة الشخصية الى عمل مؤسساتي يستمر ويعمل في كل زمان ومكان.
وفي المرحلتين الثالثة والرابعة عادت رياضتنا وتحديداً كرة القدم خطوات كبيرة للوراء بسبب عمل اداري عشوائي وغير منظم قاد كورتنا الى نكسات تتلوها نكسات بسبب اجتهادات ادارية اخطأت كثيراً واصابت قليلاً فجنينا الانحسار والانحدار ثم الانهيار.
إذاً الادارة هي من قادنا للانجازات والنجاحات عندما كان هناك إداري قائد والادارة نفسها هي من قادنا للعثرات والاخفاقات عندما غاب الاداري القائد.
وبحكم اننا نعيش في المرحلة الخامسة من التصنيف الذي ذكرناه أعلاه، فإن الادارة مازالت تسيطر على المشهد وتلعب الدور الاساسي في الاداء العام للرياضة السعودية وتحديداً كرة القدم التي افتقدت للقائد الملهم والمدير المميز الذي يعيد تنظيم كرة القدم السعودية وفق خطة واضحة المعالم واستراتيجية بعيدة المدى تعيد كورتنا الى جادة الصواب بعيداً عن المحسوبيات والمصالح الخاصة.
ولننجح على الصعيد الاداري يجب ان تتحرر كرة القدم السعودية من التحزبات التي تقاسمت المناصب الحساسة بالتوصيات تاره وبالتوريث الافقي تارة اخرى .. وكأني ببعض المناصب اصبحت حكراً على اسماء محددة أو دائرة معينة!!
المصيبة ان هذا الشيء يحدث في ظل وجود الانتخابات التي اطلت علينا برأسها لتقدم الجديد وتعطي المفيد فإذا بها عن الاحترافية تحيد والى العشوائية تتجه وتزيد!! ولك ان تتخيل عزيزي القارئ ان منصب رئيس اتحاد الكرة مفصّل بدقة عالية على شخص لن يخرج من دائرة معينة بها أسماء مقربة من هذا وذاك بطريقة اصبحت مملة ومكررة تجلب الكآبة و الإحباط!!
وليتأكد القارئ العزيز من صحة ماذكرت عليه السؤال عن الجمعية العمومية أين هي من المشهد وأين اجتماعاتها الدورية العادية؟ بل أين لوائحها المحدثة التي سمعنا عنها ولم نشاهدها؟ لماذا لم تعلن بشكل مفصل ورسمي؟ هي اسئلة تبحث عن اجابات والاجابات ستعطي مؤشر ايجابي او سلبي عن الاتجاه القادم لكرة القدم السعودية.
أختم بتسائل عريض، هل يحق لأي شخص يرى في نفسه القدرة والكفاءة ان يرشح نفسه لإدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ أم ان الامر مقتصر على أسماء محددة هي فقط من يحق لها ان تخوض الانتخابات؟،، كرة القدم السعودية تعاني من خلل إداري كبير فهل يُفتح المجال لوجوه جديدة قد تأتي بالحلول أم ان لدى الجمعية العمومية المغلوبة على امرها رأي آخر يبقي الكرة السعودي في أعماق الخندق القديم.