الاسبوع الماضي تحدثنا في هذه الزاوية عن التحول الرياضي السعودي المنشود وكيف له ان يواكب رؤية المملكة ٢٠٣٠، ولحسن الحظ ان المقال تزامن مع عدد من الاوامر الملكية، أحدها أمر خادم الحرمين الشريفين بتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة عامة للرياضة.
اليوم سنتحدث عن التحول الرياضي المنشود وكيف له ان يؤثر ايجاباً في ثقافة المجتمع السعودي الذي لا تزال ثقافته الرياضية محصورة في دائرة كرة القدم وتعصبها الممقوت الذي سلب حقوق كثير من المتميزين وأبعد كثير من المتطوعين ونفّر بعض المستثمرين و لو استمر الوضع بهذا الشكل فسنفقد بسببها روح أغلب الرياضيين.
ولتغيير ثقافتنا الرياضية ينبغي ان تقوم الهيئة العامة للرياضة بتخصيص برنامج خاص بتغيير ثقافة المجتمع السعودي تجاه الرياضة، ويطلق على هذا البرنامج اسم التغيير الثقافي ويكون للبرنامج مهمتين رئيسيتين: العمل على تغيير ثقافة المجتمع السعودي تجاه الرياضة، وتغيير ثقافة المجتمع الرياضي تجاه المنافسة والروح الرياضية.
بالنسبة لثقافة المجتمع تجاه الرياضة فتغييرها يحتاج قبل كل شيء إلى تجهييز اندية الاحياء وإعادة تهيئة الاندية الرياضية الحالية لتكون جاذبة لممارسة الرياضة، وبعد تجهييز المكان المناسب لممارستها بشكل سهل وميسر للمجتمع تأتي الخطوة الثانية وهي حملة تثقيفية كبيرة ومنظمة لتشجيع المجتمع وتخصيص جزء من وقتهم لها مع الترويج لمفهوم ان الرياضة تساعد على الوقاية من الامراض وترويج عن النفس وصفاء للذهن، و يتبع هذه الحملة برامج ومسابقات رياضية دورية يتم تنظيمها في جميع المدن والقرى السعودية بالتنسيق مع المكاتب الفرعية للهيئة والبلديات والمدارس والصحة لضمان نجاح البرنامج وتحقيق الاهداف.
أما ثقافة المجتمع الرياضي فهي تحتاج لخطين متوازيين، الاول هو العمل على تغيير ثقافة المشجع والاعلامي والرياضي الذي يمارس أو يتابع الرياضة وهذه تحتاج وقت طويل وإستراتيجية أطول، إذ تكون البداية تثقيفية من المدارس والجامعات ويتم دعمها بحملات اعلامية واعلانية تدعو للتشجيع المثالي القائم على تشجيع ناديك من دون الانتقاص من الغير أو التدخل في شئونهم، لأننا كرياضيين مللنا الشماتة بالآخرين ومللنا تشجيع الاندية الخارجية ضد انديتنا السعودية، بمجرد اختلاف الميول ومللنا التشكيك في اي منجز رياضي للوطن بمجرد اقترانه بنجم او فريق يخالفنا الميول!! ولن يكسر هذا الملل الا اذا تغيرت ثقافتنا الرياضية من مفهوم الأنا ونبذ المنافسين الى مفهوم الرياضة للجميع فيها نجد المتعة وبها نحافظ على الصحة.
الخط الثاني الذي نحتاجه لتغيير ثقافة المجتمع الرياضي هو خط فيه نوع من الحزم ولكنه ضروري كخطة قصيرة المدى لعلاج الوضع الحالي المزري الذي تعيشه كرة القدم السعودية ويغذيه بعض الاعلاميين المتعصبين ويروج له أغلب هوامير وسائل التواصل الاجتماعي.
ويحتاج تنفيذ هذه الخطة الى تعاون عدد من الوزارات والهيئات كالرياضة والاعلام والداخلية من خلال سن انظمة وقوانين تحفظ الحقوق وتكفل للجميع التشجيع والممارسة الرياضية من دون السب والشتم والتزوير والانتقاص من الآخرين. وأكثر من يحتاج الضبط هم بعض الاعلاميين الذين دخلوا الاعلام من النوافذ واستندوا في عملهم على قوتهم في وسائل التواصل الاجتماعي.