عندما كانت قنوات “ART” الرياضية تنقل المسابقات السعودية كانت تفاجئ المشاهد السعودي بكل ماهو جديد ومفيد وتضع المشاهد في قلب الحدث دائماً، ويكفي القناة فخراً انها كانت تغطي اغلب الاحداث الرياضية في المملكة من خلال نقل مباريات دوري المحترفين السعودي والمسابقات الكروية الأخرى كبطولة الأمير فيصل بن فهد للفرق الاولمبية وكأسي ولي العهد وخادم الحرمين الشريفين وبطولات الفئات السنية على صعيد درجتي الشباب والناشئين، أيضاً كانت تنقل دوري الدرجة الأولى وجزء من مباريات دوري الدرجة الثانية، بل انها وصلت في بعض الاوقات لنقل مباريات مختارة من مسابقة الصعود الخاصة بدوري المناطق، لعلمها ماذا يريد المشجع السعودي، كما ان لديها حسا تسويقيا خدمت به الأندية السعودية بشكل غير مباشر من خلال نقل أكبر قدر ممكن من المباريات والمسابقات، وهذا انعكس ايجابياً على مسابقاتنا تسويقياً والدليل عقد “ركاء” مع دوري الدرجة الاولى والذي لم يكن ليتحقق لولا الله ثم النقل التلفزيوني لمباريات هذا المسابقة.

وبعد اندماج “ART” مع قنوات الجزيرة الرياضية التي تغير مسماها فيما بعد إلى “بي ان سبورت”، اصبحت المسابقات السعودية حكراً على القنوات السعودية بموجب توجه الادارة الرياضية في المملكة والتي توصلت لإتفاق مع مجموعة “ام بي سي” لنقل المسابقات السعودية بموجب عقد غريب ومعيب قلّم أظافر الاندية السعودية وأعطى المجموعة الناقلة كثيرا من الدعم الذي تجاوز الحقوق المعتادة ولعل طول المدة يعتبر أهم عناصر هذا الدعم.

الغريب ان حقوق نقل المسابقات السعودية التي حصلت عليها مجموعة “الام بي سي” ومنح جزء منها للقناة الرياضية السعودية، لم يشفع للقناتين ان تنقلا جميع مباريات كرة القدم في المسابقات السعودية، كما كانت تفعل “ART”، بل قل عدد المباريات المنقولة على صعيد الفئات السنية ودوري الدرجة الاولى، وهذا اثر سلبياً على النواحي التسويقية في الأندية خصوصاً في الدرجة الاولى، إذ تم تقييدهم تسويقياً من خلال حرمانهم من ابسط حقوقهم المتمثلة في النقل التلفزيوني.

المطلوب من الرئيس العام لرعاية الشباب ان يهتم بهذه القضية ويجعلها من اولويات عمله لانصاف اندية الدرجة الاولى بنقل مبارياتها عن طريق احدى القناتين الناقلتين للمسابقات السعودية أو على الاقل منح اندية الدرجة الأولى حق التسويق لمبارياتهم عن طريق بيعها لقنوات اخرى تنتظر اشارة هذه الأندية مهما كانت تكاليف النقل، وهو بذلك يكون قد قلل من الاضرار التي لحقت بالاندية السعودية جراء عقد “الام بي سي” الذي لم يقدم الاضافة حتى الآن.

اختم بموقف حصل لي مع مدير التسويق في احدى الشركات والذي ألمح لي الى انه مهتم برعاية بعض اندية الدرجة الاولى لأهداف خاصة بالشركة، ولكنه بعد ان علم أن مباريات دوري الدرجة الاولى غير منقولة تلفزيونياً، قال اعذرني لم اكن اعلم وختم بجملة “أسحب كلامي”.