قبل عامين من الآن أعلن محمد النويصر أن عام ٢٠١٥ سيكون هو آخر عهد له بالمناصب الإدارية في المنظومة الرياضية السعودية، لأنه يرغب في اتاحة الفرصة لشخص آخر كي يقود المنظومة الاحترافية التي أسس لها طوال السنوات الماضية.
وبنهاية الاسبوع الماضي وتحديداً يوم الخميس ٢٠١٥/١/٣١ أوفى محمد النويصر بوعده وترك المنصب طوعاً في بادرة قلما نجدها في مجتمع عرف عن أغلب افراده حبهم الشديد للمناصب والتشبث بها لآخر لحظة ممكنة.
وكانت بداية محمد النويصر الرياضية من خلال لعب كرة القدم في الفئات السنية بنادي الشباب، بعدها التحق بالعمل الاداري في النادي وتدرج حتى اصبح رئيساً لمجلس الادارة محققاً بذلك كثيراً من النجاحات والانجازات.
في الألفية الجديدة، انضم محمد النويصر لعضوية مجلس ادارة الاتحاد السعودي لكرة القدم متسلحاً بخبرة رياضية جيدة من خلال عمله في نادي الشباب ومعرفة ادارية وتنظيمية واسعة استمدها من الشركة الرائدة أرامكو التي كان يعمل بها.
كل هذه الخبرات والمعارف جعلت من محمد النويصر شخص مميز وإداري مبدع أضاف الكثير لكرة القدم السعودية من خلال تأسيسه لهيئة دوري المحترفين عام ٢٠٠٨ بمعاونة رفيق دربه الدكتور حافظ المدلج وتحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم ودعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب المعنوي.
وجاء تأسيس الهيئة في وقت مهم جداً وحساس لتنظّم الفوضى التسويقية التي احدثتها المنافسة الشرسة بين شركات الاتصالات التي توزعت الكعكة الرياضية في المملكة من خلال رعاية بعض الاندية والمسابقات الرياضية في وقت واحد ودون سابق انذار.
ورغم ان دخول شركات الاتصالات اضاف حراك جديد في رياضتنا وثقافة تسويقية غير مسبوقة في البلد إلا انها احدثت ربكة نتج عنها مشاكل قانونية بين الاندية والشركات وجعلت الاتحاد السعودي والرئاسة العامة لرعاية الشباب في مأزق كبير لم يخرجهم من هذا المأزق الا تأسيس هيئة دوري المحترفين التي نظمت العمل وسنت القوانين وحفظت الحقوق.
وكان النويصر، أو عراب التسويق الرياضي في المملكة، هو الأب الروحي لهيئة دوري المحترفين التي تطورت تحت ادارته لتصبح رابطه لأندية دوري المحترفين السعودي.
وقام النويصر من خلال الرابطة بكثير من الاصلاحات الرياضية في المملكة خصوصاً ما يتعلق بالجوانب التنظيمية والتسويقية وجلب شركات متنوعة للمجال الرياضي.
كما ان النويصر اهتم باستقطاب وتأهيل كثير من الشباب السعودي للعمل في الرابطة التي اصبحت مدرسة تخرج وتؤهل المتميزين كالمسحل والعقيل والشمري وغيرهم للعمل في الاتحادات المحلية والقارية وفي السوق السعودي بشكل عام.
وما يميز محمد النويصر انه شخص صادق وواضح وذو خلق رفيع يحب الخير للجميع “بصدق” دون تزلف او بحث عن مصالح دنيوية، ومن يعرفة عن قرب سيجزم ان كلماتي لم ولن توفيه حقه.
أختم بأمنية ودعاء، الأمنية ان يكون محمد النويصر هو الرئيس القادم للاتحاد السعودي لكرة القدم والدعاء هو ان يوفقه المولى عز وجل في الدنيا والآخرة.