من يتابع بعض الإعلامين الرياضيين في وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض القنوات الفضائية، سيشاهد ما يشيب له الرأس من رداءة الطرح وسطحية الأفكار وقمة التعصب وكمية الكذب الكبيرة وقلة الأدب التي تصل أحياناً لبذاءة الألفاظ مابين سب وشتم وقدف.
وكمتلقين، ربما نتقبل سطحية الفكرة وربما نتعايش مع تعصب الإعلامي، ولكننا لن نقبل بأي شكل من الأشكال الطرح الخارج عن المألوف كالتغريدات التي بها سب وشتم وتهديد.
المشكلة العظمى أن هؤلاء الإعلاميين ينتمون لصحف رسمية، وهم مطلب دائم للقنوات الفضائية، وبحكم غياب الحسيب والرقيب أصبحوا يفاخرون بكل كلمة سيئة يكتبونها ويرون أنها نوع من أنواع الشجاعة الإعلامية.
وبحكم أن الموضوع وصل إلى مرحلة كبيرة من الخطورة والاستشراء فإن من يعنيه الأمر ملزم بتصحيح الوضع قبل فوات الأوان، والمعني بالأمر في هذا الجانب هي وزارة الإعلام في المقام الأول، لأنها المسؤولة عن تنظيم العمل وتطبيق اللوائح ومعاقبة الإعلامي المخطئ، أيضاً الرئاسة العامة لرعاية الشباب معنية في المقام الثاني لأنها مسؤولة عن الملاعب وجميع المنشآت الرياضية.
كل ما نأمله من هاتين الجهتين التنسيق فيما بينهما لاجتماع عاجل لمناقشة الموضوع، ووضع الحلول المناسبة والتي نراها سهلة جداً ولا تحتاج أكثر من وضع اللوائح وضمان تطبيقها.
ولإيضاح الفكرة بشكل أدق، نتمنى أن ترسل وزارة الثقافة والإعلام تعميماً لجميع الوسائل الإعلامية توضح فيه أن الإعلامي الذي ينتسب إلى أي وسيلة إعلامية مصرح لها من الوزارة سواءً كانت صحيفة أو قناة (تلفزيونية أو إذاعية) وأي وسيلة أخرى ولديه حساب في أي من وسائل التواصل الاجتماعي، وصدر من حسابه أي إساءة فإنه ستطبق عليه لائحة العقوبات، وتتضمن اللائحة إنذاره بشكل سري في المرة الأولى، وينذر بشكل علني في المرة الثانية ويبعد من الوسيلة الإعلامية، في المرة الثالثة ويوضع في القائمة السوداء وتوزع هذه القائمة على وسائل الإعلام لحضر استضافته أو التعامل معه.
والحال نفسه ينطبق على الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي يجب عليها تطبيق العقوبات ذاتها على الإعلامي المخالف وتنذره مرة ومرتين قبل أن تمنعه من دخول منشآتها، ولا يمنع أن تتسع دائرة اللوائح لتشتمل لائحة المكافآت بمعنى تتم مكافأ الإعلاميين المميزين البعيدين عن الإسفاف في الطرح، والذين يشكل وجودهم إضافة كبيرة للوسط الإعلامي والرياضي.
خلاصة القول: إن الوسطين الرياضي والإعلامي يئنان من التطفل الإعلامي الذي اتخذ من شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) ميداناً له، إذ نشاهد يومياً حروباً شعواء بين بعض الإعلامين، وتصفية حسابات تقوم على التهديد والوعيد مع كمية كبيرة من السب والشتم وحبك السيناريوهات الخيالية، ومن ثم تصديقها والترويج لها، لذا وجب على وزارة الإعلام إيقاف هذا العبث من خلال وضع اللوائح وتطبيقها على الجميع.