وافق “الفيفا” بالاجماع على مقترح رئيسه السويسري جاني إنفانتينو برفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من ٣٢ الى ٤٨ منتخباً، وسيكون التنفيذ عام ٢٠٢٦ وتضم كل مجموعة ثلاثة منتخبات يتأهل منها اثنان للدور التالي!
الهدف الرئيس لمثل هذه الفكرة حسب تبرير رئيس “الفيفا” هو انها ستجلب مليار دولار كإيرادات وانها ستُصرف على تطوير كرة القدم في الدول النامية والفقيرة في العالم، والفرصة ستكون أكبر لمنتخبات عديد بالوصول لكأس العالم بعد ان كانت تحلم بهذا الشيء، ويرى إنفانتينو أن وصول هذه المنتخبات لكأس العالم سيزيد من شعبية كرة القدم في تلك البلدان وسيساهم ذلك في تطورها. ولم يكن تطبيق مثل هذا المقترح بالشيء السهل بل وجد معارضة شديدة من البعض كمدرب ألمانيا لوف الذي يرى ان هذا المقترح سيضعف البطولة فنياً وستفقد قيمتها مع الوقت.
وحسب مصادر مطلعه في “الفيفا” فإن ابرز المستفيدين من هذا القرار هي قارة آسيا التي ستحصل على أربعة مقاعد إضافيه ليصبح اجمالي مقاعدها ثمانية ونصف، تليها افريقيا التي ستصل مقاعدها الى تسعة بدلاً من خمسة، وستفوز أوقونوسيا بمقعد مباشر بعد ان كانت محصورة في نصف مقعد وهذا يعني ان نيوزيلندا ستكون سفيرا دائما في كأس العالم، وستوزع السبعة مقاعد المتبقية على أوروبا واميركا الجنوبية والكونكاكاف.
بقي ان نقول من وجهة نظر خاصة ان هذا القرار وان كان ظاهره ايجابيا من النواحي التجارية التي ستزداد معها ايرادات الفيفا لتتجاوز المليار دولار، إلا ان البطولة من ناحية اخرى ستفقد بريقها ولمعانها وجودتها الفنية التي نتشوق لها كل اربع سنوات، فكأس العالم منتج ومنتج فاخر جداً والوصول لهذا المنتج ليس بالامر السهل، والجميع يضاعف الجهود للمشاركة في هذه الاحتفالية الكبيرة وفي الغالب لا تصل لهذه البطولة الا فرق النخبة، وهذا هو ما ميز كأس العالم كمنتج وجعل الشركات تتنافس للفوز بهذا المنتج او جزء منه، والدول تتنافس للفوز باستضافة هذا المنتج الفاخر الذي له تأثير ايجابي على اقتصاد البلد المستضيف، وعندما يتم تعديل المنتج بداعي التطوير فهي مغامرة ربما تنجح أو تفشل فيضعف المنتج وتقل قيمته مقارنة بالبطولات العالمية الاخرى.
الاكيد ان البطولة ستستمر بوزنها العالمي وقيمتها التي بُنيت طوال تسعة عقود ولكن القرار سيقلل من اهمية البطولة بشكل غير مباشر لأننا سنشاهد منتخبات ضعيفة تشارك وهذا سيؤثر على الحضور الجماهيري وعلى المشاهدة التلفزيونية وبالتالي تقل القيمة، أيضاً البطولة فنياً سيشوبها نوع من الضعف وسنشاهد نتائج كبيرة جداً وأرقاماً ستحطم!!
ختاماً رفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم الى ٤٨ منتخباً خطأ استراتيجي ستفقد البطولة معه قيمتها الفنية ورونقها العالمي وستكون بطولة تجارية يكثر فيها الفساد الذي يتضح بأنه متأصل في “الفيفا” بشكل مرعب.