في عالم «البزنس»، تحرص الشركات على ايجاد وتعزيز علاماتها التجارية في اذهان العملاء من خلال رسم خطط استراتيجية بعيدة المدى لضمان وضع العلامة التجارية في مكانها المناسب في ذهن العملاء، وتختلف الشركات في رسم هذه الاستراتيجيات بناء على الاهداف الخاصة بكل شركة.

والعلامة التجارية ليست مقتصرة على الشركات فقط بل ان الأشخاص وتحديداً المشاهير يستطيع كل منهم ان يصنع له علامة تجارية خاصة به للأبد. وهناك أمثلة عالمية ومحلية لعل أبرزها على المستوى العالمي؛ النجم الانجليزي الشهير ديفيد بيكهام الذي اعتزل اللعب قبل حوالي عامين بعد ان صنع له علامة تجارية فاخرة في اذهان الجماهير عامة ومحبيه خصوصاً جعلت اغلب الشركات العالمية تبحث عنه للترويج عن منتجاتها، وهذا جعل إيراداته من الاعلان تتجاوز ١٥ مليون باوند سنوياً، والايراد هذا لم يأت من فراغ بل أتى بجهد وعمل مخطط له من هذا النجم الكبير الذي لم تشغله الرياضة عن دوره الاجتماعي الذي قام ومازال يقوم به، ويكفي ان نعرف بأن بيكهام قد تبرع براتبه كاملاً عندما احترف في باريس سان جيرمان عام ٢٠١٣ لصالح مستشفى اطفال في باريس وهذا العمل الخيري هو امتداد لأعمال خيريه سابقة وظهور إعلامي مميز خلق لهذا النجم الارستقراطي الكبير علامة تجارية مميزة في اذهان الناس.

محلياً يظل نواف التمياط هو أبرز وأفضل نجم سعودي معتزل استطاع ان يصنع لنفسه علامة تجارية متميزة إذ رسم لنفسه خطاً واضحاً ومساراً رياضياً راقياً جعل منه مطلباً دائماً للاعلام والمعلنين وهذا لم يأت من فراغ بل نظير ما قدمه نواف من مستوى متميز وثابت مقرون بخلق رفيع وظهور إعلامي رزين وانضباط دائم خارج الملعب وخارجه.

ولو نظرنا الى اللاعبين السعوديين حالياً نجد انهم لم يضعوا العلامة التجارية في الحسبان ولم يخططوا لمستقبلهم جيداً بل ان اغلبهم لا يوجد لديهم اهداف واضحة، فتركوا الظروف تسيرهم كيفما تشاء وكأني بهم اقتصروا في تفكيرهم على ركل الكرة وجمع المال ثم انفاقه بعشوائيه إلا من رحم ربي منهم وأرشده لطريق الصواب وهم قلة للأسف.

المشكلة ان الموضوع لم يقتصر على لاعبي هذا الوقت فحسب بل امتد ليشمل بعض نجوم العصر الجميل الذين صنعوا لانفسهم مكانة كبيرة في اذهان الجماهير ولكنهم للاسف هدموا كل ما بنوه من خلال ظهورهم الاعلامي غير المقنن وغير المدروس مما أوقعهم في تصفية حسابات مع نجوم آخرين زاملوهم في العصر الجميل وكنا جميعاً ننظر لهم كقدوات ولكن الاعلام الجديد احرق بعضهم واخرج ما بداخلهم من ضحالة فكر وضعف ثقافة وفقر تسويقي جعل من علامتهم التجارية في اذهان المشجعين والمعلنين تضعف وتفقد قيمتها. والكلام نفسه ينطبق على اعلاميين كانوا طوال أعوام مضرب مثل ومطلباً شعبياً كبيراً لدرجة ان بعضهم استطاع ان يصنع لنفسه صورة ذهنية مميزة في اذهان الناس حتى جاء تويتر فكشفهم وعراهم واسقطهم امام الجميع ليفقدوا كل شيء.

خلاصة القول ان العلامة التجارية ليست مرتبطة فقط بالشركات والكيانات التجارية بل تشمل حتى الاشخاص وتحديداً المشاهير كلاعبي كرة القدم والاعلاميين والفنانين والإداريين وحتى الأشخاص العاديين يستطيع كل شخص ان يصنع لنفسه «براند نيم» خاص به.