وقعت إحدى القنوات الرياضية خلال الأيام الماضية عقوداً حصرية عدة مع بعض الإعلاميين ليكونوا نقادا حصريين للقناة، الشيء الملاحظ والغريب أن حوالي 50 % من هؤلاء النقاد معروف عنهم أنهم منبع التعصب والكراهية بين الجماهير وهم مصدر الشائعات الرياضية والاخبار الكاذبة، وهذا للأسف يعطينا انطباعا غير جيد وبداية غير موفقة للقناة التي يتضح انها ستعتمد بشكل كبير على البرامج الحوارية ذات الجدل البيزنطي الذي سيتحفنا به هولاء الاعلاميون، إذ أن ظهورهم الإعلامي سيكون استمرارا لسياسة تأجيج الجماهير وتغذية التعصب.
امنياتنا ودعواتنا لهذه القناة بالنجاح والتوفيق، ولكن بعيداً عن السياسة الاعلامية الخليجية التي عفى عليها الزمن والتي تعتمد على الصراخ والشد العصبي بين الضيوف، وهذا ينتج لغة هابطة والفاظا نابية تجعل المتلقي ينفر عن المشاهدة ويفقد الثقة في القناة، وللأسف الشديد ان بعض مسؤولي القنوات الرياضية لديهم قناعة بأن قنواتهم لا تستطيع ان تنافس الا من خلال الحصول على حقوق نقل بعض البطولات أو وجود برامج حوارية نجومها اعلاميون متعصبون يقدمون اثارة مفتعلة تنفر اكثر مما تجذب.
وهذه قناعة غير صحيحة لأن الأصل في التميز هو الابداع والابتكار الذي ليس له حدود، والقناة المبدعة هي التي تصنع المنتج المميز في حال أنها لا تستطيع شراء منتج جاهز، ونعني بذلك أن القناة التي لا تستطيع أن تشتري حقوق البطولات والمسابقات الرياضية المطلوبة جماهيرياً فإن لديها فرصة أن تصنع وتوجد منتجا خاصا بها يكون منافسا وجذابا للمشاهدين.
وهذا لن يحدث من دون عمل استراتيجية واضحة ومتكاملة للمحافظة على المشاهدين الحاليين وجلب مشاهدين جدد وهذا يتطلب عمل دراسات ميدانية لقياس رضى المشاهد ومعرفة رغباتة وماهي البرامج التي يفضلها والتي ستجعل منه مشاهدا دائما للقناة.
بعد معرفة رغبة المشاهد وماهي الاشياء التي تجذبه للمشاهدة تبدأ القناة بتطبيق الاستراتيجية من خلال خطة عمل واضحة وفعالة، وأهم شيء في تطبيق خطة العمل أن يكون منسوبو القناة مؤهلين ولديهم مهارة التعامل مع الكاميرا بشكل احترافي وجذاب إضافة إلى عدم التحيز لأي ناد او طرف لأن ذلك سيعزز الثقة مع المشاهد الذي سينظر للقناة نظرة حياد واحترام.
الافكار الجديدة والابتكار الدائم يعتبران من أهم العناصر التي تساعد على جذب المشاهدين، ولعل ابرز هذه الافكار هو أن يكون المشاهد هو نجم الشاشة ورقما مهماً في بناء المنتج، عندها سيشعر المشاهد أن القناة تتفاعل معه ومع قضاياه وبالتالي سينجذب لها مع مرور الوقت بشرط تنويع البرامج وربطها بالجمهور بشكل اساسي ليكون هناك تميز في المنتج وبالتالي زيادة في نسبة المشاهدة.
خلاصة القول ان القناة الذكية هي التي تخرج من جلباب التقليد والرتابة إلى الابتكار والمنافسة من خلال إيجاد منتج منافس يجبر المشاهد على متابعة هذه القناة للاستمتاع بهذا المنتج وغيره من البرامج.