تعاني الاندية السعودية من عدم القدرة على حماية منتجاتها من التقليد، وهذه معضلة كبيرة أثرت سلبياً على إيرادات هذه الاندية التي فقدت كثيراً من الفرص لمضاعفة مداخيلها بشكل كبير.

ورغم أن مسؤولي الأندية تحدثوا مراراً وتكراراً في الإعلام عن هذه المشكلة وعن معاناتهم من عدم القدرة على حماية منتجاتهم من التقليد، إلا أنهم لم يتخذوا أي خطوة جدّية بهذا الخصوص إذا ما استثنينا زيارة الأمير نواف بن سعد الوحيدة لوزير التجارة قبل إسبوعين والتي يقال أنها بخصوص حماية منتجات النادي وعلامته التجارية من الغش والتقليد.

ولتتغلب الاندية على مشكلة الغش في تقليد منتجاتها وكيف تحمي علاماتها التجارية، ينبغي ان تتعرف على الاسباب التي تؤدي إلى هذا الشيء وماهي الجهات المسؤولة عن حماية منتجاتها وعلاماتها التجارية، ومعرفة تفاصيل الاجراءات والانظمة التي تحد من هذا الغش والاستعمال غير القانوني لعلامات الاندية التجارية، إضافة إلى معرفة العقوبات التي ستفرض على التاجر المقلِد والتعويضات التي سيحصل عليها النادي جراء تقليد منتجاته وانتهاك علامته التجارية.

بخصوص الاسباب التي قد تؤدي إلى تقليد منتجات الاندية وانتهاك علاماتها التجارية، تكمن في بعض النقاط أهمها؛ ضعف الرقابة وتطبيق الانظمة من قبل وزارة التجارة، كذلك التساهل في دخول المنتجات من قبل الجمارك سواء بشكل مقصود من خلال الوساطات وغيرها أو بشكل غير مقصود من قبل الجمارك التي وقعت ضحية خداع التاجر، السبب الأخير يأتي من قبل الاندية التي تشاهد منتجاتها تقلد ولم تتخذ أي إجراء وكأني بها راضية بما يحدث لاسيما أن بعض خطابات تسهيل دخول البضائع عن طريق الجمارك تتم بمباركة من بعض الاندية التي تمنح التاجر خطاب السماح باستخدام العلامة التجارية وقد يكون مسؤولو الاندية لا يعلمون شيئاً عن هذه الخطابات.

أما الجهات المسؤولة عن حماية العلامة التجارية للأندية فهي: وزارة التجارة كجهة مشرّعة سنّت القوانين والانظمة الخاصة بحفظ حقوق العلامة التجارية وأوجدت الآليات التي من خلالها يستطيعون حماية هذه الحقوق. الجهة الثانية هي المؤسسة العامة للجمارك وهي الجهة المسؤولة عن دخول أي بضاعة للمملكة ولديهم أيضاً أنظمة وقوانين خاصة تمنع دخول أي منتج او بضاعة تحمل علامة تجارية دون أن يكون هناك تصريح بذلك من الجهة المالكة لحقوق العلامة التجارية. الجهة الثالثة والمعنية بالأمر بشكل كبير ومباشر هي الاندية التي تملك حقوق العلامة التجارية والتي يجب ان يكون دورها أكبر وحماسها أكثر لحماية هذه العلامة.

بالنسبة للعقوبات التي على التاجر فهي متنوعة ما بين التعهدات والغرامات المالية وسحب البضاعة وقد يصل الأمر لإيقاف النشاط إن استمر الانتهاك.

نختم حديثنا بالحلول التي يجب على الاندية اتخاذها لحماية منتجاتها وعلاماتها التجارية، البداية تكون بتتبع المحلات التي تقلِّد منتجات النادي بدون ترخيص وتبليغ الجهات المختصة وإذا لم يكن لدى الاندية الاستطاعة في التتبع والتبليغ فإنه من الممكن توكيل مكتب محاماة متخصص في حماية العلامة التجارية من التقليد والغش ليتولى المهمة نيابة على الاندية، يضاف إلى ذلك وجوب حرص الاندية بعدم اعطاء اي ترخيص او خطاب رسمي إلا لجهة يستفيد منها النادي.