في شهر مايو من عام 2013 اعلن اسطورة التدريب في العالم السير اليكس فيرغسون اعتزاله التدريب، بشكل عام وتدريب مانشستر يونايتد بشكل خاص، بعد أن قضى 27 عاما من عمره في تدريب «الشياطين الحمر»، وخلال فترة تدريبه أوجد فلسفة تدريبية خاصة به، ولم يقتصر عمله على النواحي الفنية فحسب، بل تجاوز ذلك ليُدخل النواحي الادارية والتسويقية ليُخرج لنا منتجاً متميزاً على الاصعدة كافة، فنياً وبطولياً وتسويقياً، وفي عهده كان «المان يونايتد» فنياً وبطولياً من افضل اربعة فرق في أوروبا خلال العقد الماضي، كما انه تجارياً وتسويقياً أحد افضل ناديين على مستوى العالم، وبمجرد ان اعتزل فيرغسون اختل توازن «اليونايتد» فنياً، وتاه الفريق المرعب الذي لايزال مسيرو النادي يبحثون عنه وعن هيبته المفقودة، على الرغم من تعاقب ثلاث مدربين عالميين على تدريب الفريق خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

الجميل في»اليونايتد» انه على الرغم من معاناته الفنية الا انه لازال يمتلك علامة تجارية مميزة، لها قيمة عالية، بناها فيرغسون مع ادارة النادي، طبقت بطريقة محكمة وكان نتيجتها استمرارية نجاح النادي تجارياً وتسويقياً، حتى اضحى من اغنى اندية العالم والمثل الأعلى لكثير من الأندية في الجوانب التسويقية، لأن فيرغسون عمل جنباً الى جنب مع ادارة النادي على بناء علامة تجارية مميزة واستطاع بفريقة المميز ان يساهم في وضعها في مكانه عالية ومرموقة في اذهان الناس، مما ساهم في ترك ارث عظيم لمانشستر يونايتد وهذا اغرى الشركات العالمية لرعاية هذا النادي العملاق وتحولت مع مرور الوقت الى شراكات استراتيجية استفاد منها الطرفان.

ومن يشاهد النتائج المالية لـ»اليونايتد» التي استمرت في الارتفاع على صعيد الايرادات والارباح على الرغم من سوء النتائج الفنية للفريق، سيدرك أن العمل السابق في بناء العلامة التجارية بطريقة صحيحة واحترافية كان له دور كبير في هذه النتائج المتميزة.

وارتفعت إيرادات مانشستر خلال الأعوام العشرة من ١٦٥ مليون باوند في عام ٢٠٠٦ إلى ٥١٥ مليون باوند في عام ٢٠١٦ وشكلت الانشطة التجارية النسبة الأعلى من هذه الايرادات تقريباً ٥٥٪‏، وهذه دلالة كبيرة على ان هناك عملا تسويقيا مميزا وإرثا كبيرا بناه مسيرو النادي مع مدربهم السابق ليصلوا لهذه المرحلة المخطط لها بعناية، واتمنى ان تحذو انديتنا هذا الحذو حتى تبني علامتها التجارية، بالتخطيط والايمان والتنفيذ والصبر، والعمل على تطويرها تدريجياً من خلال منظومة عمل متكاملة ومتناغمة حتى اوصلوا علامة مانشستر يونايتد لمستوى عال من الجودة والقيمة، كما ان «المانشستراوية» تدرجوا في اسعار الرعايات من الاقل الى الاعلى بكل منطقية واحترافية حتى شكلوا قاعدة كبيرة من الشركاء والرعاة.