فيليب نايت شاب أميركي مولع برياضة الجري، التحق بجامعة اوريجون التي تدرب فيها على رياضة العدو تحت إشراف المدرب بيل برومان الذي اصبح فيما بعد صديقه المقرب وشريكه التجاري.
في تلك الفترة كان العدائون يعانون كثيراً بعد نهاية سباقات الجري من آلام شديدة في اقدامهم نتيجة الاحذية الرياضية التي لا تناسب هذا النوع من الرياضات.
وكان برومان مقتنعا أنه بالامكان صناعة حذاء رياضي افضل من الموجود في ذاك الوقت بحيث يتناسب مع رياضة العدو، فبدأ في محاولة صناعة هذا النوع من الاحذية واتخذ من صديقه العداء فيليب حقلاً لتجاربه، ورغم كثرة تجاربه الا انها لم تنجح في حينها ولكنها كونت فكرة عامة في ذهن برومان وصديقه فيليب الذي تخرج في الجامعة ودرس بعدها الماجستير في ادارة الاعمال، وكانت رسالة الماجستير الخاصة به تناقش امكانية صناعة احذية في اليابان بجودة عالية وسعر أقل.
في عام ١٩٦٢ قرر فيليب تطبيق بحثه الدراسي على ارض الواقع فسافر إلى اليابان بحثاً عن المصنع الذي في باله وبالفعل وجد مصنعا يقلد احذية المانية شهيرة من حيث الشكل والجودة ولكن بسعر اقل، فاتفق فيليب مع صاحب المصنع على أن يكون هو الوكيل الحصري لبيع هذه الاحذية في اميركا.
اقترض فيليب من والده مبلغا من المال ودفع للمصنع المبلغ المتفق عليه ليرسل عينات من الاحذية اليابانية الى اميركا، وصلت الاحذية الى أميركا بعد انتظار دام سنتين، وبدأ فيليب في بيعها في اوقات فراغه بعد الدوام حيث يأخذ الاحذية في سيارته ويتجه للمدارس لبيعها على الطلاب العدائين الذين اعجبتهم الاحذية من حيث الجودة والسعر بدأ الناس يقبلون على شرائها، وبدأ نشاط فيليب التجاري يكبر وافتتح اكثر من فرع في اميركا لتصل مبيعاته مليون دولار عام ١٩٦٩. وعلى الرغم من كثرة المبيعات الا أن صافي الربح كان قليلا جداً ولا يشكل أكثر من ٣٪ من اجمالي المبيعات.
أحس فيليب ان الفائدة ذهبت لليابانيين بشكل كبير وان هناك اجحافا عليه، فقرر هو وصديقه برومان في عام ١٩٧٢ ان ينشئا شركة جديدة للأحذية وبالفعل تم انشاء هذه الشركة التي تنتج احذية بجودة عالية وبشكل فريد، وبدأت هذه الشركة الناشئة في النمو السريع والانتشار الواسع وزادت مبيعاتها لتحقق عام ١٩٨٠ صدارة مبيعات الأحذية الرياضية على مستوى العالم محققة انجازا كبيرا للشركة الفتية التي اقدمت فيما بعد وتحديداً عام ١٩٨٤ على خطوة تسويقية ذكية ومهمة جداً تمثلت في تعاقدها مع لاعب كرة سلة اميركي لم يتجاوز عمره ٢١ عاماً، هذا اللاعب اسمه مايكل جوردان الذي ينص العقد على ارتدائه لحذاء هذه الشركة التي زادت شهرتها بشكل طردي مع زيادة شهرة اللاعب الذي اصبح الافضل في مجاله.
سرد هذه القصة في هذه الزاوية الاسبوعية ليس بسبب نجاح فيليب نايت في انشاء شركته الخاصة ووصول ثروته عام ٢٠١٤ الى ٢٢ مليار دولار. ولكن لأنه شخص آمن بقدراته واصر على تطبيق بحثه النظري على ارض الواقع ونجح في ذلك، كما نجح تسويقياً من خلال التعاقد مع مايكل جوردان لينقل بهذه الخطوة علامة شركته التجارية الى مصاف النخبة في قطاع الاحذية والملبوسات الرياضية.