قد أجد العذر لكل إعلامي يمارس المهنة، ولكل مؤثر يتصدر المشهد فيما يروجون له من أخبار قد تكون مختلقة وقد تكون صحيحة جزئياً أو كلياً، لأن جلب وتقصي الخبر من مهام الإعلامي، لكن الاختلاف ما بين إعلامي مميز وآخر غير مميز هو أن المهنية تأتي أولاً لدى الإعلامي المميز الذي قد يضحي بالسبق الصحفي غير المؤكد في سبيل تمسكه بالمهنية التي يفتقد لها الإعلامي غير المميز والذي أصبح السبق الصحفي هو هاجسه الأول حتى لو كان على حساب المهنية المفقودة أصلاً.
وأكثر ميدان ينتشر فيه الإعلاميون غير المميزون هو للأسف الميدان الرياضي الذي أصبح باباً مشرّعاً للاجتهادات الصحفية عبر أخبار مغلوطة وكاذبة يجلبها بعض الصحفيون المجتهدون في الوصول بأي شكل، ولعل وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير، إذ أصبح تفاعل الجماهير الدائم وبحثهم عن المعلومة السريعة عامل مؤثر في استجابة الإعلامي لنقل أو اختلاق أي خبر قد يجلب له كثير من المتابعين.
وهنا لا ألوم الإعلامي أو المؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي، في ما يمارسونه من نقل للأخبار غير الصحيحة، لأن لديهم أهدافاً يبحثون عن تحقيقها بأي طريقة لا سيما أن هذه الطريقة تحقق لهم في النهاية مكاسب مالية. لكننا نلوم وبشدة المتلقي الذي يتكرر أمامه المشهد كل ستة أشهر دون أن يتعلم من المشهد، متناسياً بذلك حديث الرسول الكريم الذي قال: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».
فنحن في الوسط الرياضي أصبحنا نعرف هؤلاء الإعلاميين والمؤثرين لدرجة أن لقباً مناسباً قد أطلق عليهم، وهو «المتمصدرون») الذين ما أن تقترب فترة التسجيل إلا ويكتبون سواء في صحفهم أو في تغريداتهم عن أخبار وصفقات انتقال لاعبين وأن العقود على وشك التوقيع، في وقت قد يكون الخبر كلياً مختلق.
لذا نختم بنصيحة لكل متابع أن يترك الاستعجال في البحث عن خبر، إن لم يأت اليوم فسيأتي غداً، وألا يصدقوا كل ما يكتب بل أتمنى مقاطعة أي إعلامي أو مؤثر يستغفلهم عبر التمصدر المزيف.