كثف أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم من ظهورهم الاعلامي في الفترة الاخيرة، وعلى الرغم من كثرة وتنوع هذا الظهور بين القنوات التلفزيونية والاذاعية إلا انه انحصر في تبادل الاتهامات بين الاعضاء والتنصل من مسؤولية الاخفاقات المتتالية التي يتقاذفونها تارة ويلصقونها بآخرين تارة اخرى.

وكان حرياً بمن ظهر او سيظهر لاحقاً ان يركز في حديثه على المرحلة القادمة وكيف يمكن للاتحاد الحالي واعضائه ان ينقلوا تجربتهم بكل صدق وشفافية لمن يرغب في ترشيح نفسه لمجلس ادارة الاتحاد الجديد ليتعرف على ابرز المعوقات والسلبيات التي واجهت الاتحاد الحالي ليتم تلافيها ولتكون البداية من حيث ما انتهى عمل المجلس الحالي بدلاً من العودة للمربع الاول والبداية من الصفر.

نعود لحديثنا عن الظهور الاعلامي الذي اشرنا إليه في بداية هذا المقال الذي شكّل في ظاهره تبرير للاخفاقات وفي باطنه اسقاطات وتصفية حسابات بين الاعضاء وصلت لمرحلة نشر الغسيل، كانعكاس طبيعي لبيئة العمل الفوضوية داخل اتحاد الكرة طوال السنوات الاربع الماضية.

والمؤسف ان هذا الظهور كشف لنا ما يعانيه رئيس واعضاء مجلس ادارة اتحاد كرة القدم الحالي من احباط واستسلام لدرجة انهم اقتنعوا بل وأعلنوا ان دورهم في هذه الفترة لن يتجاوز تسيير اعمال الاتحاد، وهذا ما ذكره (نصاً) احد اعضاء مجلس ادارة الاتحاد وكرره اكثر من مرة في مقابلة تلفزيونية اجريت معه مؤخراً.

وطالماً ان هذا هو شعور وواقع مجلس ادارة الاتحاد الحالي فإنه من الواجب على هؤلاء الاشخاص ان يغلبوا المصلحة العامة على المصلحة الخاصة من خلال المناداة بتسريع العملية الانتخابية للمجلس الجديد لتكون قبل نهاية الموسم الرياضي الحالي بدلاً من الانتظار الى شهر ديسمبر المقبل وهو الشهر الذي معه ينتصف الموسم الرياضي الجديد!! وبالتالي يفقد المجلس الجديد فترة ذهبية ممكن ان تصنع الفارق في الموسم القادم.

واذا كان النظام لا يسمح بهذا الشيء فتقديم الاستقالة لهذا المجلس مع نهاية الموسم الرياضي الحالي هو الحل والقرار الشجاع الذي سينقذ كرتنا من تأجيل غير مبرر، وسيسجل هذا الموقف كبادرة ايجابية تحسب لهذا الاتحاد وتظهره بمظهر المهتم بمستقبل كرة القدم السعودية.

أما ان رفض هذا الاتحاد وأصر على الاستمرار حتى نهاية العام الميلادي الحالي، رغم قناعتهم ان دورهم لن يتجاوز تسيير الاعمال!! فإن على الجمعية العمومية مسؤولية كبيرة في معالجة الوضع وتدارك ما يمكن تداركة قبل ان ندخل في دوامة جديدة اسمها الوقت لم يسعفنا التي اخشى ان نسمعها في الموسم القادم من ادارة مجلس الاتحاد الجديد التي سيبدأ عملهم في منتصف الموسم الرياضي المقبل!!

خلاصة القول ان المنطق والمصلحة العامة يقودان الى وجوب انتهاء فترة مجلس الاتحاد الحالي بنهاية الموسم الرياضي الذي نعيش احداثة هذه الايام بدلاً من الانتظار حتى شهر ديسمبر القادم، وهو التوقيت الذي سينتصف معه موسمنا الرياضي في العام المقبل.

لذا مهم ان يتم التجهيز للعملية الانتخابية من الآن ليكون الاقتراع في شهر مايو المقبل، لنضمن بأن عمل ادارة مجلس الاتحاد في الفترة القادمة لن يقتصر على تسيير الاعمال فقط بل سيكون عملا دؤوبا ونشاطا دائما.