النجاح يولد من رحم المعاناة، هذا المثل ينطبق بشكل كبير على «عميد» الكرة السعودية نادي الاتحاد، الذي واجه هذا الموسم كثيراً من الصعاب نتيجة معاناة إدارية عصفت به في الأعوام الأخيرة، وجعلته هذا العام في صراع مع فرق المؤخرة للابتعاد عن شبح الهبوط الذي لازمه طوال الموسم ولم ينج منه إلا في الجولة قبل الأخيرة، لكن هذه المعاناة أخرجت لنا عمل احترافيا ممزوجا بجهد مضاعف من إدارة النادي بقيادة الماهر لؤي ناظرا الذي أعاد استقرار الفريق، عبر عودة المدرب سييرا، إضافة إلى ترميم خطوط الفريق في الفترة الشتوية بأسماء مميزة، ولم يكتف بالترميم فقط، بل إنه في أثناء الموسم وتقلباته عمل على التجهيز للموسم المقبل عبر تعاقدات محلية نوعية مميزة جمعت بين الكم والكيف. واستمر في هذا النهج بعد نهاية الموسم وما زال حتى كتابة هذا المقال يعقد الصفقة تلو الأخرى، والعمل الفني الكبير الذي قامت به إدارة نادي الاتحاد، تزامن مع عمل إداري متميز خصوصاً فيما يتعلق بالنواحي التسويقية؛ حيث أبرمت إدارة الاتحاد صفقات رعاية متعددة ومتنوعة رغم المعاناة الفنية التي كان يمر بها الفريق، التي كان من شأنها إفساد أي صفقة، لكن الإدارة المحترفة استطاعة إقناع الشركات بصدقها وشفافيتها والثقة الكبيرة التي لديها، والتي انعكست على الجميع إيجاباً. والحقيقة أنني من فترة طويلة لم أشاهد إدارة ناد محترفة مثل إدارة نادي الاتحاد، التي ابتعدت عن التنظير والتصريح والوعود الزائفة، وجعلت صفقاتها الفنية والتسويقية المتتالية هي التي تتحدث نيابة عنها، ولعل ما قامت به الإدارة الاتحادية هو تدعيم لقناعة شخصية سبق أن تحدثت وكتبت عنها مراراً وتكراراً، بأن الإدارة المتميزة أساس نجاح أي عمل، كما أن الإدارة غير الجيدة أساس كل فشل.
نختم بأنه حسبما نشاهد من عمل ونسمع من أخبار بأن العميد عائد وبقوة إلى منافسة فانتظروه، بشرط أن يستمر لؤي ناظر فترة أطول.