في مقال سابق امتدحت عمل رابطة دوري المحترفين السعودي وتحدثت عن جهود محمد النويصر في تأسيس الرابطة واشرت إلى أن ياسر المسحل وزملاءه يقودونها بكل فعالية واقتدار، وتوقعت لهم مزيداً من النجاحات في المستقبل، ولأنني اثق في ياسر وفريق عمله، تأملت ومازلت أتأمل ألا ينتهي هذا الموسم إلا وقد اكملت الرابطة بعض النواقص التي تحتاج ان تستكمل ولعل أهم هذه النواقص، اصدار النظام الاساسي للرابطة التي كانت ومازالت هي الجهة الوحيدة في منظومة كرة القدم السعودية التي لم يصلها العبث الاداري لاتحاد كرة القدم، فعملهم ملموس وجهودهم واضحة وأنشطتهم موجودة في أوقات كثيرة، والأهم انهم يتعاملون بالمسافة ذاتها مع جميع الأندية عكس ما نشاهده من اتحاد الكرة.

ولأن عمل الرابطة مميز وواضح، كنت اتمنى ان يستمروا على النهج ذاته من خلال التركيز على الجوانب التسويقية والمالية والادارية للدوري ولفرق الدوري مع استمرار عملهم في التطوير واستكمال النواقص التي لم تستكمل بعد بدلاً من الدخول في قضايا قانونية لا تعنيهم بشكل مباشر، والقضية التي اقصدها هي قضية الاتحاد والقادسية التي كان من المفترض ألا يبت فيها الا اللجان القانونية في المنظومة الرياضية.

نعلم جميعاً بأن لجنة الاستئناف هي من احال القضية للرابطة بحكم انها المسؤولة عن تنظيم الدوري ولكنهم نسوا او تناسوا ان الرابطة مسؤولة فقط عن الامور الادارية والتسويقية وليسوا مسؤولين عن الامور القانونية، وأنا هنا لن ألوم لجنة الاستئناف لسبب بسيط وهو أنهم يعملون تحت مظلة اتحاد كرة القدم وهو الاتحاد الذي اعتدنا منه العشوائية والتناقض في العمل، ولكنني ألوم الرابطة لقبولها النظر في قضية ليست من اختصاصهم، خصوصاً وأن اللوائح التنظيمية للرابطة لم تكتمل حتى هذه اللحظة فعلى ماذا سيستندون في دراسة القضية؟!

ولكن طالما ان القضية اصبحت منظورة لدى الرابطة، فنحن نثق ثقة تامة في نزاهة العاملين فيها وبحثهم عن العدل بين الجميع، ولكن دعونا نفترض ان الرابطة وجهت اصحاب القرار بإعادة المباراة بناء على استئناسهم بآراء خبراء في الاتحاد الدولي كما ذكروا، وبناء على هذا القرار يتقدم القادسية باحتجاج آخر لإعادة مباراته أمام الرائد والتي تلت مباراة الاتحاد خسروها القدساويون بنتيجة 2-1 بحجة ان هناك لاعبين لم يشاركا مع الفريق نظراً لإيقافهم في مباراة الاتحاد، السؤال ماذا سيكون موقف الرابطة من هذا الاحتجاج؟!

شخيصاً لم اتحدث عن هذا الموضوع في اي مقال سابق ولا أحب ان اخوض في قضايا جدلية بين أنديتنا، ولكن وجود الرابطة في القضية جعلني اتناول الموضوع في هذا المقال لارتباط روحاني بيني وبين هذا الكيان، الذي انظر إليه ككيان تجاري تسويقي أكثر من اي شيء آخر.

في الختام نتمنى من اتحاد الكرة ان يكتفي بما عمل من أخطاء كوارثية في كرة القدم السعودية أثرت على المنتخبات السعودية والأنديتة والمنافسين، ونطلب منهم ان يتركوا لنا الرابطة بعيداً عن قضاياهم المعقدة.