في كرة القدم هناك نجوم وأساطير يستمتع الشخص العاقل بوجودهم في المستطيل الأخضر؛ لأن النجم الموهوب دائماً ما ينثر المتعة في الملعب، ما يشبع رغبة المتابع لجماليات كرة القدم بعيداً عن المتعصبين الذين لا يشاهدون المباريات إلا من زوايا ضيقة جداً، ما يحجب عنهم جمال ومتعة كرة القدم في كثير من الأحيان.
وكي لا أطيل في المقدمة دعوني أذكر اسمي نجمين سيطرا على المشهد الكروي العالمي طوال السنوات العشر الماضية، وهذان النجمان هما ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو اللذان احتكرا الجوائز العالمية والأوروبية طوال العقد الماضي، بل إنهما احتكرا المتعة الكروية بنسبة كبيرة جداً، حتى أضحى مشجعو كرة القدم يبحثون عن الاثنين أو أحدهما عندما يريدون الاستمتاع بكرة القدم، لكننا في الوطن العربي الكبير وتحديداً في الخليج العربي لا نستمتع بكرة القدم، بل نبحث عن الهوامش التي تبعدنا عن المتعة وتغمسنا في وحل التعصب الرياضي الذي يخفي عنا كثيرا من جماليات كرة القدم.
وشئنا أم أبينا فإن رونالدو نجم أسطوري لا يشك أحد في أفضليته، وميسي نجم أسطوري لا يشك أحد في أفضليته، والاثنان منحانا المتعة الكروية طوال السنوات الماضية، ومن ينتقص منهما أو من أحدهما فإن لديه مشكلة في ذائقته الكروية.
وقد أتفهم تفضيل نجم على الآخر، وهذا أمر صحي ومطلوب، لكن غير المفهوم أن يأتي شخص وينعت أحدهما بأنه لاعب فاشل!! يا ساتر فاشل!! وعندما تناقشه يأتي بمبررات تثبت أن هذا الشخص محروم! نعم محروم من الاستمتاع بكرة القدم وجمالها الذي سيطر عليه وسطره ميسي ورونالدو؛ لذا أنصح محبي ميسي ورونالدو، بأن يمتدحوا نجميهما كيفما شاءوا، لكن لا يصفوا النجم الآخر بالفشل؛ لكيلا يُحرموا المتعة، فالقمة تتسع للجميع وليست حكراً على أحد.
والأجيال تتعاقب، والمواهب تولد في كل مكان وزمان، وهذا يعني أن المتعة ستستمر إلى الأبد؛ لذلك ننصح الكارهين بعدم الاستمرار في حرمان أنفسهم من المتعة الكروية.