بعد أن تحدثنا في الأسبوع الماضي عن تحولنا الرياضي المنشود وكيف له أن يساهم في تغيير ثقافة المجتمع السعودي تجاه الرياضة وتغيير ثقافة الرياضي السعودي تجاه التشجيع المثالي.

اليوم نتحدث عن كرة القدم السعودية وماهي أهم احتياجاتها في مرحلة التحول الوطني الرياضي.

الجميع يعلم أن كرة القدم السعودية تمر بأسوأ أوقاتها وتعاني من مشاكل كثيرة ومتراكمة سببها الرئيس يعود لسوء الإدارة وعدم كفاءتها، إذ أن إدارة كرة القدم في المملكة العربية السعودية بدون هدف وعدم وجود خطة عمل ولا إستراتيجية واضحة المعالم، كما أن آلية العمل في إدارة اتحاد كرة القدم يشوبها عدم الاحترافية والفردية والتباين في القرارات، مما خلق فوضى عارمة في الوسط الرياضي ونقد لاذع في إعلامنا، وكنتيجة حتمية لكل ما سبق أصبحنا نشاهد دوري سعودي ضعيف ومنتخبات غير مؤهلة للمنافسة وسط تشجيع متشنج وإعلام متعصب.

ولنشهد تحولاً إيجابياً في كرة القدم السعودية نحتاج ثلاث خطوات رئيسية: الخطوة الأولى استقطاب كفاءات إدارية متميزة، الخطوة الثانية عمل خطة إستراتيجية شاملة، الخطوة الثالثة تنفيذ هذه الخطة بشكل حازم وجازم. وهذه الخطوات الثلاث تتمحور حول الإدارة التي هي علة كرة القدم السعودية منذ مدة طويلة.

لذا أقترح أن يبدأ الحل من الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم والتي تحتاج إلى غربلة شاملة بحيث يشكل أعضاؤها الجدد من أشخاص مؤهلين وكفاءات مشهود لهم بالتميز والنزاهة مع التأكد من تنوع خبراتهم وتخصصاتهم، وتلافي دخول الأعضاء السلبيين الذين عرف عنهم التعصب والبحث عن المصالح الشخصية لنضمن جمعية عمومية فعالة ومحترفة.

ومن هذه الجمعية يتم تشكيل لجنتين رئيسيتين: قانونية وفنية، اللجنة القانونية تعنى بمراجعة جميع لوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم مع تعديل بعضها وتنقيحها بما يتطابق مع اللوائح الدولية، بعد ذلك ترسل هذه اللوائح إلى اللجان القضائية في إدارة مجلس اتحاد الكرة كي يطبقها ويعمل ببنودها وبنهاية الموسم الرياضي يتم التنسيق مع اللجنة القانونية في الجمعية العمومية لمراجعة اللوائح وتطويرها إن كان هناك حاجة للتطوير، ثم يعمل بها في الموسم الجديد وهكذا تستمر العملية.

أما اللجنة الفنية فينبغي أن تكون مهامها الرئيسية، وضع خطط إستراتيجية للمسابقات السعودية من حيث نوع البطولات وعددها وعدد الفرق المشاركة وعدد اللاعبين سواء الأجانب أو المحليين، أيضاً من مهام هذه اللجنة وضع الخطط الإستراتيجية للمنتخبات السعودية من خلال رسم خارطة طريق لكل منتخب مع توحيد المدرسة التدريبية ووضع الأهداف الرئيسية التي يسير عليها الجميع ويكون من مهام هذه اللجنة اختيار المدربين للمنتخبات وعمل تقييم سنوي للعمل الفني مع متابعة جودة التنفيذ الذي يقوم به مجلس إدارة الاتحاد والتدخل إذا لزم الأمر.

كذلك ينبغي أن تتبنى اللجنة الفنية بالجمعية العمومية برنامجاً خاصاً باحتراف اللاعب السعودي خارجياً من خلال ابتعاث٥٠ لاعباً في فئة البراعم مع عوائلهم ليشكلوا نواة لاحتراف اللاعب السعودي خارجياً ولنضمن جيل جديد محترف ومؤسس بشكل صحيح.

اختم بالتأكيد على أن علة كرة القدم السعودية إدارية بحتة والحل أيضاً إداري بحت من خلال اختيار الكفاءات لوضع وتطبيق الخطط والإستراتيجيات بشكل صحيح ودقيق لتحقيق الأهداف وحصد الإنجازات.