محمد شاب في الخامسة عشرة من العمر، يعيش مع عائلته الفقيرة في بيتهم الصغير، وحباه الله موهبة في كرة القدم، وشغفا كبيرا لها حيث يداعب الكرة يومياً في المنزل ويلعبها في المدرسة ويحترفها في الحارة.
ذاع صيته فبحث عنه كشافو الاندية وخطفه نادي النجوم ليضمه لفريق درجة الناشئين ويبدأ مرحلة جديدة مع لعب كرة القدم حيث اصبح اللعب بالنسبة له أكثر تنظيماً، والتمارين أكثر قسوة وجميع قوانين اللعبة مطبقة بشكل صارم.
حجز محمد خانة اساسية في الفريق واختير لمنتخب الناشئين وبعد سنة من اللعب في فريق الناشئين تم تصعيده لدرجة الشباب، واستمر محمد في الابداع ليحجز له خانة اساسية في فريق درجة الشباب وأيضاً تكرر اختيارة للمنتخب الوطني ولكن هذه المرة في فئة الشباب، وواصل محمد اللعب في هذه الدرجة سنتين متنقلاً بين فريقي الناشئين والشباب لأهميته ولحاجة الفريقين له.
عندما بلغ محمد سن الثامنة عشرة تم تصعيده للفريق الاولمبي، ليحجز أيضاً خانة اساسية في هذا الفريق، وبعد اقل من سنة حدث نقلة كبيرة في حياة محمد، حيث طلب مدرب الفريق الأول ان يلعب مناورة مع الفريق الاولمبي، وهي المناورة التي ابدع فيها محمد وخطف الاضواء من الجميع.
بعد المناورة استدعاه مدرب الفريق الأول وقال له لديك مستقبل مبهر، من الغد تدرب معنا في الفريق الأول لدي ثقة بأنك ستنجح، فقط نفذ ما اطلبه منك في الملعب، أراهن عليك فلا تخذلني.
بدأ محمد رحلته مع الفريق الأول، وفي أول تدريب انبهر من نجوم الفريق ولم يستوعب الموقف، فقد كان يحلم بلقاء هؤلاء النجوم للتصوير معهم، وفجأة يجد نفسه بينهم يتدرب معهم في نفس الفريق وعمره لم يتجاوز التاسعة عشرة.
محمد لا يكاد يصدق نفسه خصوصاً عندما تقدم اليه نجوم الفريق بقيادة الكابتن ليسلموا عليه ويحيوه ويرحبوا به في الفريق، وزاد انبهاره عندما اخذه قائد الفريق على انفراد ليقدم له بعض النصائح ويخبره انه في خدمته اي وقت.
مضى عامه الأول في الفريق ما بين دكة الاحتياط والمنتخب الاولمبي وبعض المشاركات المحدودة مع الفريق الاول، وشهد هذا العام توقيع عقده الاحترافي الأول حيث استلم ٥٠٠ الف ريال مقدم عقد واشترى بهذا المبلغ سيارة فارهه يتباهى بها بين زملائه في الحارة.
في العام الثاني اصبح المدرب يعتمد عليه لاعبا اساسيا وحجز محمد الخانة بكل اقتدار واصبح محبوب الجماهير وانضم للمنتخب الوطني الأول واستمر في التألق حتى اصبح أهم لاعبي الفريق، وهذا جعل النادي يفاوضه لتمديد عقده كي يحافظ عليه من الفرق الاخرى التي اصبحت تخطب وده، وبالفعل وقع عقدا جديدا يستلم بموجبه خمسة ملايين ريال في الموسم الواحد يضاف لهذا المبلغ فيلا وسيارة فارهة.
بعد الشهرة والملايين بدأ محمد رحلة جديدة مع البذخ والسهر والسفر في اوقات اجازات الفريق، وبدأ من حوله في التقرب منه للظفر بشيء من كرمه المفاجئ.. يتبع.