نطالب كثيراً بالتطوير ونفرح اكثر عندما يتفاعل الطرف الآخر مع هذه المطالب ويكسر الجمود ويوحي للجميع أن هناك رغبة وطموح في النجاح والتقدم.
من هذا المنبر طالبنا مراراً وتكراراً بتفعيل كثير من الحقوق التسويقية المهدرة والتي يمكن للأندية أن تجني من ورائها الكثير من المال بمجرد التعامل معها بجدية وتطبيقها على أرض الواقع، ولعل مشروع البطاقات العضوية أحد هذه الحقوق التي لم تفعلها الأندية بالشكل المطلوب حتى هذه اللحظة، إذا ما استثنينا بعض التجارب التي تعثرت أو في طريقها للتعثر بسبب التطبيق العشوائي، فقبل حوالي عامين او ثلاثة أعوام سوقت إحدى الشركات البطاقات العضوية الخاصة بأندية الشباب والنصر والاتحاد والاهلي، ولم يكتب لهذه التجربة النجاح لأخطاء تسويقية وتقنية وقعت بها الشركة المنفذة التي ربما تكون غير متخصصة، بعدها طبق الاتفاقيون التجربة التي يقال بأنها ناجحة على الرغم من أن التجربة لم تبرز اعلامياً لنستطيع الحكم عليها بناء على الارقام والتفاعل.
في الأسبوع الماضي اطلق الهلاليون مشروع بطاقة “موج الهلال” من خلال تدشين رسمي حضرة نائب الرئيس المهندس عبدالرحمن النمر والشركة المنفذة مع تغطية اعلامية مصاحبة. وأوضح الأول أن اغلب ايرادات هذا المشروع ستكون من نصيب ناديه وأن الشركة المنفذة لمشروع البطاقة أو برنامج الولاء كما اسماه هي شركة لديها خبرة في هذا النوع من المشاريع ورائدة في مجالها لذلك هو متفائل بنجاح المشروع.
من كلام عبدالرحمن النمر ومن العرض الذي شاهدناه نجد أن هناك حماسا وتحديا من الطرفين لنجاح المشروع مشاركة مع الجمهور المتحمس لهذه الخطوة، خصوصاً أن العرض اشتمل على خصومات وعروض ترويجية وتصنيف متدرج للبطاقات العضوية حتى تكون في متناول الجميع.
على الصعيد الشخصي لن استعجل في اطلاق الاحكام ولكن لدي بعض التساؤلات التي سأطرحها لعلها توضح الصورة كاملة للجميع، الأول يتعلق بالشركة فهي بالنسبة لي غير معروفة ولا اعلم هل لديهم تجارب سابقة في مثل هذا النوع من المشاريع أم لا؟ وهل تجاربهم أن وجدت كانت ناجحة أم لا؟ الشيء الثاني الذي لم يتم ايضاحه هو الحقوق المالية، كم نسبة الشركة من التشغيل؟ ولماذا لم تعلن من باب الشفافية التي ستحفز الجماهير للاقبال على الاشتراك في البرنامج؟.
تساؤل آخر يتعلق بالاسعار، كيف تم التسعير وعلى ماذا بني وهل أخذ في الاعتبار التغيرات الاقتصادية التي يمر فيها البلد؟ الاسعار تقول غير ذلك.
في النهاية يحسب للهلال أنه عمل على التطوير وحاول أن ينوع من مصادر دخله، ولكن الأهم أن لا توأد مثل هذه التجارب في مهدها بسبب سوء تنفيذ او محسوبات او غيرها من الممارسات الخاطئة التي ضررها اكثر من نفعها.