في مطلع هذا الاسبوع نقلت لنا بعض المصادر الصحفية ان رعاية الشباب تعتزم فتح المجال أمام رجال الأعمال والشركات والمصارف لتأسيس أندية جديدة وفق معايير ستقر قريباً، واشارت هذه المصادر الى ان القرارات المرتقبة قد تتسبب بإلغاء أكثر من 70 ناديا من أصل 170 ناديا حاليا، وحسب المصدر سيعاد توزيع الأندية ل3 فئات: منافسة – ممارسة – تجارية.
الخبر بقدر ما يحمله من ايجابيات تطويرية الا ان هناك سلبية كبيرة تتمثل في الغاء حوالي ٤٠٪ من الأندية الحالية وهذا ان حدث فعلاً فسيتجاوز السلبية ليدخل في نطاق الكارثة الرياضية، يكفي ان عدد الأندية في كثير من الدول يقدر بالآلاف ونحن لم يصل عدد أنديتنا الى المئتين رغم اتساع رقعة المملكة العربية السعودية وافتقار كثير من مدنها للأندية الرياضية التي تخدم المجتمع بشكل عام والرياضيين بشكل خاص، لذا مهم ان يدرك صاحب القرار في المنظومة الرياضية بأن زيادة الاندية تعني زيادة الممارسين وزيادة الممارسين ترفع من احتمالية كثرة المواهب وكثرة المواهب تجعل لدينا قاعدة صلبة ننطلق منها لتحقيق الإنجازات الرياضية الوطنية.
أعود لأصل الخبر لأكون منصف أكثر، وأقول اإن التفكير في السماح لرجال الاعمال بتأسيس اندية تجارية، واعادة تصنيف الاندية الى ثلاث فئات يعتبران من الاشياء التطويرية المميزة التي ستقودنا لبيئة رياضية ايجابية كنا ومازلنا نطالب بها.
ويعتبر تصنيف الاندية من وجهة نظري أهم وأبرز القرارات في حال اعتمد، لأنه وكما قرأت سيكون هناك أندية منافسة (تخوض عدة منافسات) – واندية ممارسة (تخدم سكان مدينتها وتكون على مستوى الهواة) – والصنف الأخير هي الأندية التجارية (التي يؤسسها رجال أعمال ويكون كل من هذه الاندية مخصصا للعبة واحدة دون دعم حكومي). وهذا التصنيف سيساعد على التركيز والتخصص وسيقود للجودة في العمل والانتاجية في الاداء بشرط ان يطبق على اساس علمي مدروس.
المهم في موضوع التصنيف ان لا تخلو اي مدينة او قرية في المملكة العربية السعودية من هذه الاندية أياً كانت فئتها او تصنيفها، لأن في مثل هذه الأندية الكثير من الفوائد التي سيجنيها المجتمع، لعل من أهمها المساهمة في اكتشاف وصقل المواهب واعدادهم بشكل اكبر للاندية الكبيرة التي ستقدمهم بدورها للرياضة السعودية بشكل جلي وسريع.
هذا الخبر أيضاً يجعلنا نتفاءل بأن هناك عملا وحراكا ايجابيا داخل المنظومة الرياضية، مع عدم اغفال ان مثل هذه القرارات تحتاج لكثير من النقاشات والدراسات قبل ان تتخذ لأنها تمس الاستراتيجيات العامة للرياضة السعودية بشكل مباشر واي تغيير سيكون مؤثرا جداً حيث ان القرار ان كان صحيحا سيكون التأثير ايجابيا وان كان القرار خاطئا فإن التأثير سيكون سلبياً على رياضتنا.
خلاصة القول ان التفكير في الاندية الحالية واعادة هيكلتها والترخيص لاندية جديدة يعتبران امرين ملحين يحتاجان لقيادة جريئة تبحث وتناقش وبعدها تقرر وتنفذ.