بعد غياب موسمين عن دوري الاضواء عاد الاتفاق، عاد رونق الخليج العربي، عاد بالمتعة التي ذهب بها عاد بالفن الكروي الرفيع، عاد وعادت معه ذكريات الامجاد.
لحسن حظنا كمتابعين انه عاد إلينا مجدداً إتي الشرقية بعد ان قضى موسمين في غياهب دوري الدرجة الاولى وهو الدوري الذي لا يفرّق بين كبير أو صغير، ولا يعترف بالتاريخ ولا الانجازات حيث تتشابه لديه المستويات وتتساوى أمامه الحظوظ فينصهر التاريخ في جغرافيا هذا الدوري الشاسع الذي يفقد فيه الكبير كبرياءه ويجد فيه الصغير الفرصة في اعتلاء القمة على اكتاف هؤلاء الكبار الذين يفقدون هويتهم مع مرور الزمن ويظلون طريق العودة فيطول الغياب ويقل الطموح فتخور القوى وتصعب العودة.
الجميل ان رجالات الاتفاق تنبهوا لهذه النقطة باكراً فجعلوا من موسمهم الاول رحلة استكشاف في دهاليز هذا الدوري الغريب العجيب بتقلباته الدائمة ومفاجآته الكبيرة وأسلوبه المختلف عن الاسلوب الذي اعتاد عليه الاتفاقيون. وكانت حصيلتهم في موسمهم الاول ان تعرفوا جيداً على الصعوبة البالغة لدوري الدرجة الاولى والذي قد يعطل حلم عودتهم لدوري الاضواء إن لم يتعاموا مع هذا الدوري بشكل خاص وجدي.
وهذا بالضبط ما فعله أبناء الاتفاق الاوفياء عندما اجتمعوا ذات ليلة وحددوا من خلالها مشكلة ناديهم واختاروا الحل الانجع للمشكلة عن طريق بث الحيوية والنشاط في الجسد الاتفاقي الذي شاخ بفعل الظروف والزمن وقلة الحيلة. فانتخب رجالات الاتفاق ادارة شابة طموحة متعطشة للعمل وتحقيق الانجازات كي تكتب في ثنايا التاريخ قصة نجاح جديدة لهذا النادي العملاق.
هذه الادارة الجديدة التي تم تنصيبها العام الماضي بقيادة خالد الدبل هي ادارة شابة متجانسة لديها التنوع في الفكر والتخصص وتسير على استراتيجية واضحة لتحقيق هدف موحد ومحدد، هذا الهدف ليس العودة لدوري الاضواء فقط بل العودة للعنفوان والبطولات واعادة الدمام للواجهة الرياضية السعودية والخليجية بشكل اقوى وافضل من خلال سفيرها نادي الاتفاق.
ولأن بوادر النجاح بدأت باكراً مع هذه الادارة التي سعت الى لم الشمل الاتفاقي وتوحيد الصف وتغذية المدرج الاخضر والاحمر بجمهور الإتي الذي عاد بعد هجران طويل. كما عملت باحترافية كبيرة لرفع مداخيل النادي من خلال عقود الرعايات التي تعددت وتنوعت، ولم تكتف الادارة بذلك بل فعّلت الجانب الاعلامي في النادي بشكل مميز من خلال استقطاب الاعلامي الخبير والمعروف محمد الشيخ ليكون منسقا اعلاميا للنادي اضاف الكثير للاتفاق بجهده وعلاقاته التي ابرزت العمل بشكل لافت.
وكانت نتيجة هذا التغيير والحراك الاتفاقي، ان موسمهم الثاني في دوري الدرجة الاولى شهد عودة الحياة لمدرجهم والصخب لمدينتهم والحيوية لناديهم والفخر لمنسوبيهم، بل انهم اعادوا متعة الفن الشرقي لدوري جميل من خلال تأهلهم لدوري الاضواء في مطلع هذا الاسبوع على حساب الطائي العنيد.
اختم بالمباركة للجمهور السعودي عامة والاتفاقي خاصة على عودة الاتفاق الى مكانه الطبيعي، جازماً بأن ما تحقق ما هو الا خطوة من خطوات العودة الاتفاقية المنتظرة التي رسمت معالمها الادارة الاتفاقية الشابة التي تملك مفتاح النجاح ولديها كلمة السر التي لا تتجاوز الكلمتين هما: فن الادارة.