قبل بضعة أشهر تحدثت في هذه الزاوية عن إستراتيجية التسعير، وكيف أن رياضتنا تفتقد لهذا المفهوم العلمي الهام لغياب المختص الذي يضع التسعير المناسب لكل منتج، وذكرت أن كثيراً من منتجاتنا الرياضية يتم تسعيرها بناء على الأهواء تارة والاجتهادات الخاطئة تارة أخرى مما يؤثر سلباً على المنتج، وإقبال الناس عليه، وعندما أتحدث عن المنتج وتسعيرته فأنا أتحدث عن الملابس والتذاكر والرعايات والمعسكرات والمباريات والمقرات والنقل التلفزيوني، وعن حتى اللاعبين، فأنديتنا للأسف تفتقر للمتخصصين الذين يضعون الأمور في نصابها العلمي الصحيح.
ولو نظرنا لآخر مثال على غياب الإستراتيجية التسويقية لدى أنديتنا السعودية فلن نتجاوز مباراة ذهاب النهائي الآسيوي الذي سيستضيف فيه الهلال فريق أوراوا الياباني، آملاً من الله العلي القدير أن يوفق ممثل الوطن و”زعيم” القارة نادي الهلال في الفوز بنتيجة مطمئنة تضمن له اللقب الآسيوي بإذن الله. نعود لمحور حديثنا ونقول: إن أسعار التذاكر التي أعلنت غير منطقية ومبالغ فيها، وأتحدى أن تكون بنيت على دراسة أو إستراتيجية واضحة المعالم!!
صحيح أن هناك عقد يتيح للشركة وضع الأسعار التي تخدم مصالحها التجارية، ولكن ينبغي أن لا يكون هناك استغلال للمناسبة بعيداً عن الإستراتيجية ذات البعد التسويقي الطويل، فالمناسبة ستتكرر، والجمهور باقٍ والفريق بطل ومتواجد دائماً في المنصات، فلما كل هذا الاستغلال الذي يعطي انطباع وكأن الهلال وصل لهذه المرحلة صدفة قد لا تتكرر، ويجب استغلالها!! متناسين أن الفريق لعب النهائي الآسيوي قبل ثلاثة أعوام، وها هو يصل للنهائي مجدداً، فلماذا هذا التصغير للكيان عبر الجشع غير المبرر؟.
أختم ببعض التساؤلات، وأترك للقارئ الاستنتاج؛ عندما وضعت الشركة هذه الأسعار، هل راعت الوضع الاقتصادي في البلد؟، هل تعلم الشركة أن نسبةً كبيرةً من الحضور طلاب مدارس وجامعات؟، هل أخذت الشركة في الحسبان صعوبة الحصول على مقعد مناسب لاسيما وأن الملعب غير مُهيّأ من حيث الدخول وفقدان المقعد؟، هل.. وهل.. وهل.