أغلب الأندية السعودية إن لم يكن جميعها تفتقد للاحترافية في الإدارة والضبابية لتحديد الأهداف والعشوائية في العمل، والنتيجة مزيد من الخسائر المالية وكثير من الندم والحسرات.
ولنكون مباشرين بشكل أكبر، دعونا نسترجع الذكريات ونقلب الأوراق القديمة والحديثة لنستعرض بعض التجارب والقرارات التي اتخذتها وتتخذها بعض إدارات أندية “دوري جميل” في فترات الصيف، وماذا يحدث لهذه القرارات بعد مرور ثلاث أو اربع جولات من الدوري.
في كل فترة صيف تتعاقد الأندية السعودية مع مدربين ولاعبين أجانب ومحليين كما يتم الاستغناء عن لاعبين محليين واعدين ومميزين بناء على توصية من المدرب الذي لم يمض على وجوده في النادي أكثر من شهرين، وبعد مضي ثلاث أو أربع جولات من الدوري يتم إلغاء عقد المدرب الذي لم يقنع النادي بأسلوب لعبه أو منهجيته التدريبية، ويتم البحث عن مدرب جديد ربما يستغني عن اللاعبين الأجانب أو بعضهم وربما يطالب بإعادة اللاعب الذي تم تنسيقه وبرز في فريق آخر فيضطر النادي لدفع مبالغ كبيرة لاستعادته وتصحيح خطأ الاستغناء عنه.
وللأسف إن هذا السيناريو يتكرر بشكل سنوي بل أحياناً يتكرر في كل فترة تسجيل، وهذا يدل على أن إدارات الأندية تعمل بشكل غير ممنهج، وينتج عن هذا العمل أخطاء فادحة تضطر معها لتصحيحها بأخطاء أخرى من دون حسيب أو رقيب.
ولنقضي على هذه الممارسة الإدارية الخاطئة ينبغي أن نوجد حلولاً لهذه المعضلة، والحل من وجهة نظري هو اجبار الأندية على انشاء لجنة فنية في كل نادٍ، وتتكون هذه اللجنة من إداري الفريق، والمدرب، ومدرب وطني يعمل في النادي، وأحد اعضاء مجلس الإدارة أو الرئيس، وعضو شرف داعم وفاهم فنياً، ومدرب وطني يمثّل الاتحاد السعودي لكرة القدم ويكون ميوله لهذا النادي، ولاعب سبق له تمثيل النادي ولديه رؤية فنية مشهودة، هذه اللجنة تكون ذراع أيمن للإدارة ويكون دورها تزويد المجلس بتقارير دورية عن اللاعبين من خلال تقييم أدائهم الفني وتحديد قيمتهم السوقية، ليس ذلك فحسب بل أيضاً تزويد مجلس الإدارة بتقارير فنية عن أي نجم ممكن أن يغادر أو يتم استقطابه سواء محلياً أو أجنبياً إضافة إلى المدربين الذين يتم التعاقد معهم او يتم إلغاء عقودهم.
إضافة إلى هذه التقارير الفنية، يكون لهذه اللجنة الصلاحية المطلقه للمصادقة أو رفض أي قرار فني مع تدعيم قراراتهم بتقارير مفصلة ومقنعة لإدارة النادي التي ستكون مسؤولة عن اتخاذ القرار النهائي، هنا سنضمن أن تغيب مزاجية رؤساء الأندية وأعضاء الشرف، وسيقل الهدر المالي الذي يستنزف صناديق الأندية ويحول الأموال لجيوب السماسرة، والأهم من هذا كله أن المستوى الفني للفرق سيرتفع ويكون المنتخب وكورتنا السعودية هي الرابح الأكبر.
ختاماً، ما تمر به الأندية السعودية من أزمات مالية وفنية سببه الأول والأخير إدارات الأندية وتخبطاتها الإدارية في التعاقدات وعشوائيتها في العمل مما جعل كرتنا السعودية تدور في فلك الخسائر المالية والتقهقر الفني، واللجنة الفنية التي تحدثنا عنها في هذا المقال ستكون بعد الله هي المنقذ الأول للأندية السعودية من مشاكلها الفنية والمالية.