سبق ان كتبت مقالاً أو اكثر عن قنوات “ام بي سي” الرياضية وعن عقدها الطويل وعن أدائها غير المرضي في البدايات، وكان الانتقاد انتقاد المحب الذي يبحث عن التطوير، وعن منتج رياضي سعودي نفاخر به أمام الجميع وعلى الأصعدة كافة، وبحكم ان نقدي دائماً يبنى على العمل ونتائجه التي تحدد نوع النقد سواءً بالسلب او الايجاب، فإن مقال هذا الاسبوع سيتحدث عن تجربتي الشخصية مع أحد استديوهات قنوات “ام بي سي سبورت” وبالتحديد برنامج “بروسنتر” الذي عشت كواليس إحدى حلقاته وشاهدت عن قرب عمل دؤوب واحترافي بشكل كبير جداً فاق توقعاتي وتجاربي السابقة مع استديوهات آخرى، إذ كان قبل الهواء اشبه بخلية نحل يشعر معها الضيف بأن الحلقة مهمة جداً لأن المسؤولين عن البرنامج يشرفون بأنفسهم على العمل ويسعون إلى أن يسير كل شيء وفق خطة اعداد محكمة، والذي زاد اعجابي اكثر هو ما شاهدته من ألفة وتعاون بين اعضاء فريق العمل المتجانس.
وبعد الحلقة اطلعت على بعض الخطط التي يجري تنفيذها وينتظر أن يتم الانتهاء من التنفيذ في المستقبل القريب، وقد سررت بما سمعت من تفاصيل وخطط هدفها في المقام الأول إرضاء المشاهد الذي لايزال يتطلع للأفضل من قناة تعمل على التطوير المستمر.
ولأنني اثق في أن القائمين على هذه القنوات يبحثون عن الأفضل دائماً كما ان صدورهم تتسع لأي مقترح أو ملاحظة، فإنني اقترح ان تتبنى قنوات “ام بي سي” انشاء اكاديمية اعلامية تجارية مصغرة على غرار الاكاديميات الرياضية، ويكون الهدف الاساسي من هذه الاكاديمية انتاج جيل اعلامي جديد مؤهل اكاديمياً وتطبيقياً ليخدم البلد ويملأ الفراغ الذي تواجد فيه اشخاص أتوا من النافذة ولم يشكلوا الاضافة بل اصبحوا عبئاً على الساحة الاعلامية ومصدراً رئيساً للتعصب والاحتقان.
والمقترح ربما يكون مكلف بعض الشيء ولكن عائده الاستثماري سيكون كبير على القناة وعلى المجتمع، واذا كان انشاء الاكاديمية يصعب تطبيقة في هذه الفترة فالبديل من وجهة نظري هو التعاون مع إحدى الجامعات السعودية لتصميم برامج تدريبية خاصة لتطوير وتأهيل الكوادر، ويفضل أن تكون جامعة خاصة لأن الجامعات الحكومية تأخذ وقت طويل واجراءات اطول، والبرامج التدريبية ينبغي أن تكون منوعة ومرنة وتركز على تأهيل اسماء اعلامية جديدة وتطوير اسماء اعلامية موجودة.
في الختام أعيد وأشدد على ان من يعمل بشكل سيىء من دون اكتراث بالنقد سيجد اللوم والعتب من الجميع وسيكون في آخر الركب دائماً، أما من يعمل ويخطئ ويحاول أن يصحح اخطاءه ويصنع من المشاكل والتحديات حلولا وفرصا فإن النجاح سيكون حليفه والمقدمة ستكون هي مكانه الدائم وهذا ما اتوقعه لقنوات “ام بي سي” الرياضية. فلنعمل جميعاً كل في مجاله لنصل في النهاية الى النجاح المنشود.