قبل عام من الآن كتبت مقالا بعنوان “وطني” يتحدث عن الوطن وما يتعرض له من حملات مجوسية غربية مسيئة ومشبوهة، هدفها تشويه سمعة المملكة العربية السعودية كي يدعموا مطالبهم بتدويل الحج، وعلى الرغم من أن طابع هذا العمود رياضي بحت الا انني استمتعت كثيراً بكتابة ذاك المقال لانه تحدث عن الوطن وأمنه، والكتابة في الوطن وللوطن متعة لا تضاهيها متعة.

اليوم وبعد نجاح موسم حج هذا العام، وجب عليّ تخصيص هذا المقال للحديث عن هذا الحدث السنوي الكبير الذي ابدعت ومازالت المملكة العربية السعودية تبدع فيه كعادتها من خلال الترتيبات والتنظيمات والجهود التي تبذلها في سبيل راحة الحجاج الذين لم يفسد حجهم طوال الأعوام الماضية الا وجود الشيطان الاكبر الذي، بغيابه هذا العام عن الحج، جعل الامن في المشاعر المقدسة اكثر استقراراً وحضرت الطمأنينة في الحج فنَعِم الحجاج بحج ميسر ومنظم.

ولو عدنا لجميع الكوارث التي حدثت في الحج طوال العقود الماضية لوجدنا ان الشيطان الأكبر كان خلف كل شيء سيئ ودموي، ففي عام ١٩٨٢ تجمهر ايرانيون في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة رافعين بعض الشعارات المعادية، وبعدها بعامين عطل الحجاج الايرانيون السير في المسجد النبوي بعدما تعاركوا مع حجاج عراقيين في المدينة المنورة.

وفي عام ١٩٨٧ تم في مطار الملك عبدالعزيز بجدة اكتشاف مواد شديدة الانفجار في حقائب حجاج ايرانيين، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل ان السفارة الايرانية بالكويت زودت شيعة من الكويت بمواد متفجرة استخدمت في التفجير في مكة المكرمة وكان ذلك في عام ١٩٨٩، بعدها بعام قام حزب الله الكويتي الشيعي بإطلاق الغاز السام في نفق المعيصم مما أودى بحياة حوالي ألف شخص وكان ذلك بإيعاز من ايران. وأخيراً تسبب ٣٠٠ ايراني في تدافع الحجاج في منى بعد ارتداد عكسي منظم من الايرانيين خلّف عشرات الموتى وكان ذلك في حج العام الماضي ٢٠١٥.

في هذا العام غاب الحجاج الايرانيون عن اداء مناسك الحج في مكة المكرمة بعد ان رفضت الحكومة الايرانية التقيد بالتعليمات التي فُرضت على الجميع في سبيل نجاح موسم الحج، مطالبين بأن يكون للحاج الايراني تعامل خاص وكأنهم شعب الله المختار، متناسين اننا الآن في عصر سلمان الحزم الذي رفض الخنوع لمطالب غير منطقية فنجح الحج وانكشفت ايران كمصدر رئيس لجميع كوارث الحج في الأعوام الماضية.

فهل عرفتم الشيطان الأكبر الذي تحدثنا عنه في هذا المقال؟ اتوقع ان الاجابة واضحة، فالشيطان الأكبر هو ايران المجوسية التي تسعى دائماً لخلق المشاكل والاحداث الدموية في اطهر بقاع الارض، مكة المكرمة.