كثيراً ما تحدثت في هذه الزاوية عن الرياضة المجتمعية وكيف لها أن تأخذ وضعها الصحيح بحيث تكون جزءاً لا يتجزأ من حياة الفرد السعودي الذي ينبغي أن يمارس الرياضة بشكل يومي، وكنت متيقناً أن هذا النوع من الأنشطة يحتاج إلى مشروع وطني كبير، تتبناه هيئة الرياضة بالمشاركة مع قطاعات أخرى لتحفيز المجتمع على ممارسة الرياضة.
ولأنني مهتم بمعرفة جديد هذا الملف وماذا تم بخصوصه، قابلت بعض المسؤولين في هيئة الرياضة للسؤال عن الرياضة المجتمعية ومستقبلها، وقد سررت بما سمعت من أخبار جميلة تفيد بأن هناك برامج ومشروعات يتم تجهيزها لدعم الرياضة المجتمعية وتفعيلها بشكل يحفز المجتمع على ممارسة الرياضة بشكل دائم كجزء من ثقافة سعودية جديدة.
وبما أن هيئة الرياضة بدأت فعلياً في التنسيق والعمل على تفعيل الرياضة المجتمعية عبر خطة عمل كبيرة وطموحة، بقي دور المجتمع في التفاعل مع هذه المبادرات وتهيئة النفس وتعويدها على تخصيص مساحة من الوقت ولو لنصف ساعة يومياً لممارسة الرياضة وتحويل هذه الممارسة مع مرور الوقت لتصبح عادة والعادة ترسخ لثقافة جديدة سيكتسبها المجتمع السعودي بإذن الله لنكون مجتمعاً رياضياً قولاً وفعلاً.
والدور ليس مناطاً بهيئة الرياضة وبالمجتمع فقط، بل حتى المنظمات الأخرى في البلد عليها مسؤولية حث منسوبيها وتشجيعهم على ممارسة الرياضة لخلق ثقافة جديدة والترويج لها عبر تخصيص يوم من أيام العمل لممارسة رياضات متنوعة ويكون مستمراً بشكل شهري أو ربع سنوي أو حتى سنوي.
ولعل من المبادرات التي سمعت عنها وأعجبتني هي ما قامت به إحدى جمعيات تحفيظ القرآن في محافظة حفر الباطن عندما نوعت من أنشطتها لتشمل الجوانب التعليمية والثقافية والاجتماعية والرياضية بهدف التأصيل لثقافة جديدة تجعل من الطالب يذهب للجمعية ليس لحفظ القرآن فحسب بل أيضاً يثقف نفسه ويطورها عبر تعلم مهارات جديدة كتطوير مهارة الإلقاء، إضافة إلى أن الجمعية تركّز على نشر ثقافة المشي بمعدل 45 دقيقة يومياً وهذا هو ما ننادي به ونأمل أن تحذو جميع المنظمات حذو هذه الجمعية لنشر ثقافة الرياضة المجتمعية بين منسوبيها.