تحدثنا كثيراً عن الاتحاد السعودي لكرة القدم وعن الأخطاء التي يقع فيها والكوارث التي يرتكبها من وقت إلى آخر وتحدثنا أيضاً عن بعض المقترحات التي ربما تسهم في علاج كثير من المشاكل وجلب العديد من الفرص لكرة القدم السعودية، وللأسف أن مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم يعيش في عالم آخر اسمه التطنيش على الرغم من انه موجود في قلب الحدث، مع ذلك استمررنا في النقد تارة وتقديم المقترحات تارة اخرى بحثاً عن المصلحة العامة التي تقتضي عدم السكوت عن اخطاء الاتحاد الذي أصابه الوهن والتبلد وحب الذات.

لذا طالب الكثيرون ومن ضمنهم كاتب هذا المقال أن يتم تقديم انتخابات مجلس ادارة الاتحاد الجديد ليكون في شهر مايو بدلاً من نهاية هذا العام الميلادي ليتسنى للمجلس الجديد ان يبدأ مهام عمله قبل بداية الموسم الرياضي ليخطط ويعمل في وقت مناسب جداً، وكانت المطالب موجهة بشكل مباشر للجمعية العمومية لعقد اجتماع غير عادي يناقش هذا المقترح ويصوت عليه، ولكن واقع الجمعية الصوري كما ذكر أحد اعضائها لم يحرك ساكناً، وبعد فقدان الأمل في الجمعية اتجهت المطالب لمجلس ادارة الاتحاد الحالي ليقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ويعمل على تقديم الانتخابات إلى شهر مايو، ليسجل بذلك موقفاً وطنياً سيصفق له الجميع طويلاً وسيكون تعويضا جميلا لإخفاقات الاتحاد طوال الأعوام الأربعة الماضية.

وللأسف ان مجلس ادارة الاتحاد رفض الفكرة جملةً وتفصيلاً بحجة ان قدوم ادارة في منتصف الموسم الرياضي أمر طبيعي ولن يؤثر سلبياً على سير العمل الذي سيستمر من دون اضرار.

بهذا الرفض المشروع والقانوني من الاخوان في مجلس الادارة يكون طموح تقديم الانتخابات قد قتل ليرضخ مطالبوه للأمر الواقع ويقتنعوا بأن الصبر إلى نهاية السنة الميلادية هو الحل الوحيد امامهم.

ولكن المفاجأة كانت انتشار خبر صاعق في منتصف الاسبوع الماضي يقول ان مجلس ادارة الاتحاد السعودي لكرة القدم يرغب في تأجيل الانتخابات الى نهاية الموسم الرياضي المقبل كي يتفادى التغيير في منتصف الموسم لما له من تأثير على مسيرة المنتخب في تصفيات كأس العالم، والادهى والأمر أن الخبر أكد بأن ادارة المجلس ارسلت للاتحاد الدولي لكرة القدم تسأل عن امكانية فعل هذا الشيء قانونياً.

هناك مثل دارج يقول “اذا لم تستح فاصنع ما شئت” وللأسف ان هذا المثل ينطبق على ما عمله مجلس ادارة الاتحاد حيال مطالب الكثيرين بتقديم الانتخابات في الوقت الذي يعاندهم المجلس بإصراره على التمديد وعندما نصل لهذا الحد من العناد والاصرار على البقاء لأطول فترة ممكنة فإن شكوكا كبيرة بدأت تتسلل للأذهان بأن هذا الاصرار خلفه غموض لا نعلمه وهذا الغموض يجب ان يزول.

كل ما نأمله من الأندية ومن المسؤولين عن الرياضة في المملكة العربية السعودية أن يكون هناك تكتل نزيه يمنع هذا التمديد ويعمل على عقد الانتخابات في وقتها. كما نأمل ان تكون هناك مراجعة شاملة لجميع القوائم المالية الخاصة بالاتحاد السعودي لكرة القدم من حيث المداخيل والمصروفات طوال الأعوام الاربعة الماضية وأن تعلن للملأ كي تحضر الشفافية وتزول الشكوك.