الهيئة العامة للرياضة حركت المياه الراكدة واشعلت الساحة الرياضية في منتصف شهر رمضان المبارك بإعلان خبر الاشتباه في وجود تلاعب في مباريات دوري الدرجة الاولى، وبعد اقل من أسبوع من اعلان الخبر أصدرت الهيئة بيانا يوضح ان التحقيقات تمت وان تقريراً رُفع الى الاتحاد السعودي لكرة القدم لإصدار القرارات اللازمة بخصوص هذه القضية.
بهذا الاجراء تكون هيئة الرياضة قد علقت الجرس وأدت ما عليها بإحالة القضية لجهة الاختصاص المتمثلة في اتحاد كرة القدم، لكن اتحاد الكرة قضى مع لجنة الانضباط وقتاً طويلاً يتدارسون القضية ويفكرون في قرارات يخرجون منها بأقل الاضرار!! لأن مجلس إدارة الاتحاد الحالي كان ومازال وسيظل يعاني من صعوبة اتخاذ القرارات السهلة والبسيطة فما بالك بقرارات تعتبر قوية وحاسمة وفيها جرأة كبيرة.
المشكلة ان هذه القضية لا تحتمل التأخير وكل يوم يمر دون حسمها يعني ان هناك تبعات كبيرة وكثيرة قد تترتب على هذا التأخير، فالقضية حسب ما سمعنا قد تشهد صعود نادي من الدرجة الاولى الى دوري المحترفين وهبوط نادي من دوري المحترفين الى دوري الدرجة الاولى. ولاشك ان هناك اختلافا كبيرا بين انظمة الدوريين من حيث عدد المحترفين الاجانب وميزانيات الفرق في كل دوري ناهيك عن الجوانب التسويقية التي تحتاج الى استعداد مبكر وعقود ينبغي ان يتم ايجادها وتوقيعها قبل بداية الموسم الرياضي بفترة كافية.
ولك ان تتخيل عزيزى القارئ ان الاندية قد بدأت في الاستعدادات النهائية للموسم الرياضي المقبل والذي ستكون انطلاقته بعد اقل من شهر، والنادي المهدد بالهبوط أتم تقريباً استعداداته وتعاقد مع لاعبين اجانب والشيء نفسه ينطبق على النادي الذي يتوقع صعوده حيث بنى خطته للموسم المقبل بما يتوافق مع دوري الدرجة الاولى.
وهنا يبرز تساؤل عريض، ماذا لو صدرت القرارات المنتظرة بهبوط نادي وصعود آخر، كيف سيتم التعامل مع ظروف الناديين؟ فالصاعد سيدخل في دوامة ضعف الاستعداد لدوري المحترفين وقد يبدأ الدوري دون التعاقد مع لاعبين اجانب والحال ينطبق على الفريق الهابط الذي يفترض انه تعاقد مع لاعبين اجانب!! كيف سيقلصهم من اربعة كانوا سيشاركون في دوري المحترفين الى لاعب واحد هو المسموح به في دوري الدرجة الاولى؟!! ألن تُحدث هذه الربكة وهذا التأخير مشاكل قانونية لهذا النادي مع اللاعبين الاجانب؟!!
ألم يفكر مجلس ادارة اتحاد الكرة ولجانه القضائية بمثل هذه المشاكل التي من الممكن ان تحدث نتيجة تأخرهم في حسم هذه القضية؟!! هل من مبرر لهذا التأخير؟!! إذا كانت اهم قضايا الموسم الرياضي لم تحسم حتى الآن رغم مضي ما يقارب الشهر على وجودها لدى اتحاد الكرة!، فماذا عن القضايا الاخرى الاقل اهمية، كم من الوقت ممكن ان تستغرق؟
أعلم بأنها تساؤلات لن تجد من يجيب عنها في اتحاد الكرة، ولكننا نؤكد ان القضية ليست معقدة والتعامل معها ليس بالامر الصعب ولكنها تحتاج الى قوانين أزعم بأنها موجودة وإلى تنفيذ حازم أجزم أنه غير موجود، فمجلس ادارة اتحاد الكرة الحالي يفتقد إلى التنظيم والى الحزم وقبل كل شيء تغيب عنه الاحترافية واساسيات العمل الاداري الصحيح، لذلك لن استغرب التأخير في حسم القضية.