كان الموسم الرياضي السعودي يبدأ وينتهي وقمصان الأندية خالية من شعارات الشركات الراعية إلا ناديين أو ثلاثة هم من كانت الشركات تبحث عنهم وتعلن من خلالهم، وفي تطور ملحوظ الموسم الماضي بدأنا نشاهد قمصان معظم الأندية تكاد لا تخلو من شعارات الشركات الراعية وهذا شيء مفرح وجميل، ويدل على أنها بدأت تستشعر أهمية التسويق الرياضي ودوره الفعال في جذب الشركات التي بدأت من جانبها تقتنع أن الميدان الرياضي يعتبر من أهم المنصات التسويقية التي تربط الشركات بملايين الناس الشغوفين بكرة القدم وعالمها المجنون.

ولكن المشكلة أن هذا التطور الذي شهدناه العام الماضي ونعيش تفاصيله هذه الأيام غير محسوب العواقب، صحيح أن كثيراً من الشركات دخلت السوق الرياضي عبر رعاية قمصان الأندية، وصحيح أن أغلب إن لم تكن جميع قمصان الأندية امتلأت بشعارات الشركات الراعية، إلا أن هذا كان على حساب القيمة السوقية للأندية ومنتجاتها، إذ تمت أغلب هذه الصفقات باجتهادات شخصية طغى عليها التحدي والتسرع بعيداً عن الدراسة المتأنية والتحليل المنطقي للقيمة الفعلية للرعاية.

فخرجنا بأرقام ضعيفة جداً كقيمة رعاية لبعض الأندية التي ستظل رهينة لهذه الأرقام فترة من الزمن.

اختم بأن الشفافية بإعلان قيمة الرعايات لا بما تكون حلاً مناسباً لتجاوز هذه الأزمة التي أوجدتها إدارات بعض الأندية بقصد أو من دون قصد، فالشفافية ستضع النادي ومحبوه على اطلاع وعلم بما يدور من صفقات الرعاية وأسعارها ولعل هذا الشيء يحفز أحد المحبين أو بعضهم في المساهمة بإحضار شركات ترعى النادي بالقيمة التي يستحقها.