مجرد ان انتهت مباراة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في تصفيات كأس العالم 2018 أمام استراليا والتي خسرها بنتيجة 3-2، انتشر اعلان مدته 15 ثانية لبعض نجوم المنتخب يرددون فيه عبارات (الكورة فوز وخسارة وبإذن الله نعوضكم في المباراة الجاية) كنوع من الاعتذار عن الهزيمة، وفي ختام الاعلان يظهر شعار إحدى الشركات الراعية للمنتخب!
وأحدث الاعلان ردة فعل قوية في وسائل التواصل الاجتماعي لتزامنه مع الهزيمة، وهنا سأذكر رأيي عن الاعلان وبعض الرعاة وعن إدارة المنتخب.
الاعلان للأسف لم يكن له هدف تسويقي واضح، فالشركات الراعية دائماً تفعل رعاياتها بكثير من الانشطة التسويقية لعل أهمها الإعلانات التي تكون مكملة وداعمة لبرامج الرعاية، وهذا الإعلان بمحتواه الركيك بعيد كل البعد عن تفعيل الرعاية،
كما أنه كنشاط اعلاني مستقل لم يكن له أهداف تسويقية محددة، وهذا يدل على أن الإعلان عاطفي انطلق كفكرة مستعجلة لم تُدرس جيداً ليعرض بشكل سريع وركيك.
وعرض إعلان بهذا المحتوى الركيك والفكرة الضعيفة يدل على خلل في منظومة العمل بين الشركة الراعية وادارة المنتخبات، فالشركة الراعية شركة رائدة في مجالها ولديها من الخبرة ما يمنع حدوث مثل هذا الخطأ الذي ينبغي محاسبة من أجازه.
على الجانب الآخر ادارة المنتخب وان كانت مجبرة على تفريغ نجوم “الاخضر” لمثل هذا الاعلان لتفعيل الشراكة كما ورد في العقد إلا ان من حقها ومن واجبها مراجعة الفكرة وإجازة المحتوى خصوصاً انه يلامس موضوعا رياضيا مهما جداً وحساسا، فبعيداً عن ثقافة الفوز والخسارة التي يجب ان يؤمن بها كل لاعب ويتشربها للتعامل مع ظروف النتائج والتحكم في ردات الفعل، إلا ان ذلك لا يعني ان يلعب اللاعب أي مباراة وهو يضع في ذهنه الخسارة ولو بنسبة 1٪
ختاماً مناقشتنا لهذه الحادثة ليست لتصيد الاخطاء بل لإيضاح ان التسويق فن قبل ان يكون علما ومن لا يجيد التعامل مع هذا الفن فلن يتعلم مهما خدمته الظروف.