ادرك الانجليز متأخراً ان كرة القدم لديهم تحتاج الى كثير من العمل والجهد وقبل كل شيء إستراتيجية جديدة تقود منتخباتهم لتحقيق الانجازات والبطولات التي يفتقدونها ويفتقدون التفاخر بها كما يفعل بعض جيرانهم الاوروبيون.
لذا اتجهوا للدراسات والبحوث لمعرفة الاسباب الرئيسية خلف هذا الإخفاق الكروي المستمر، فوجدوا ان كرة القدم في بلدانهم لا يمارسها الجميع، كما ان المنتخبات الانجليزية لم تُنشأ فرقها على اساس الفوز وأخيراً اكتشفوا ان اتحاد كرة القدم لا يخدم اللعبة بشكل فعال.
نتائج هذه الدراسات جعلت الاتحاد يرسم خطة استراتيجية بعيدة المدى تنفذ على مدار 20 عاما، ويكون التنفيذ على اربع مراحل مترابطة، المرحلة الاولى من ٢٠١١ – ٢٠١٥، والثانية ٢٠١٥ – ٢٠٢٠، والثالثة٠ ٢٠٢٠ – ٢٠٢٥، والرابعة ٢٠٢٥ – ٢٠٣٠.
وبُنيت استراتيجية الانجليز على ثلاثة اهداف رئيسية:
الهدف الأول: أن كرة القدم ينبغي ان تكون للجميع ويمارسها كل شخص في انجلترا، وليتحقق هذا الهدف عملوا على حماية وتطوير المنشآت لتكون في متناول كل شخص يريد ان يمارس كرة القدم، و بدأوا في حث الناس على الممارسين من خلال اقامة بطولات في الاحياء والمدارس ويرعى هذه البطولات إحدى الشركات التي ترعى اتحاد كرة القدم الانجليزي.
ايضاً وكنوع من زيادة ممارسة اللعبة بشكل احترافي ومميز صمم الاتحاد برامج تدريبية مكثفة لتخريج كثير من المدربين والحكام الذين تم تأسيسهم بشكل جيد وفق آلية معينة تخدم الاستراتيجية العامة التي وضعوها. واصبح لدى كل مدرب رخصة تدريب يمارسها بشكل اسبوعي من خلال فرق حواري يتم تشكيلهم من الاطفال لتدريبهم على اساسيات كرة القدم ولتعليمهم بعض المهارات الخاصة كي ينشأ جيل موهوب ومرتبط باللعبة ارتباط عشق، ووصل عدد الفرق التي يدربها هؤلاء المدربون حوالي ١٢٩ ألف فريق كرة قدم، والجميل في الموضوع ان اغلب هؤلاء المدربين متطوعون.
الهدف الثاني الذي يسعون لتحقيقة: هو بناء فرق فوز بمعنى ان المنتخبات الانجليزية ينبغي ان تتشرب ثقافة الفوز والبطولات من مراحل باكرة، وهذا لن يتحقق الا بتغير اسلوب اللعب الانجليزي التقليدي الذي يعتمد على القوة الجسمانية والقتال على الكرة إلى الاسلوب الانضباطي والمهاري الذي يساعد على التحكم في امتلاك الكرة لأوقات اطول اثناء اللعب وهذا هو ما يعملون عليه حالياً، أيضاً يعملون على ترسيخ ثقافة الفوز من خلال العمل بشكل دائم على تجهيز اللاعبين للمنافسات الدولية من أوقات مبكرة.
هدف الانجليز الثالث: هو خدمة لعبة كرة القدم بفعالية عالية من خلال ضمان تطبيق قوانين اللعبة بشكل صحيح وتطوير إجراءات اتخاذ القرارات في كرة القدم لتكون بشكل مفيد ومثمر كالاختيار الانسب للمدربين، القوانين أيضاً حرصوا على تطبيقها بشكل شفاف وثابت في جميع المواقف بعيداً عن التباين في القرارات.
خلاصة القول ان النجاح يبدأ من تحديد المشكلة والاعتراف بها ووضع أهداف محددة للتغلب على هذه المشكلة ورسم استراتيجية واضحة يؤدي تنفيذها الى الهدف الذي تم وضعه، وهذا بالضبط مافعله الانجليز قبل أربعة أعوام ومتوقع ان يجنوا ثماره خلال الأعوام الخمسة المقبلة.